وَقَالَ عبد الله بن شَوْذَب: حدّثني زَهْدَم [٢] الجَرْميّ قَالَ: كنت في سَمَرٍ عند ابن عباس فَقَالَ: لأحدِّثنّكم حديثًا: إنّه لما كان من أمر هذا الرجل مَا كان، قلت لعليّ: اعتزلْ هذا الأمر، فو الله لو كنتَ في جُحْرٍ لأتاك النّاسُ حتّى يبايعوك، فعصاني، وَايْمُ الله لَيَتأَمَّرَنّ عليه معاويةُ، ذلك بأنّ الله يَقُولُ: وَمن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً ١٧: ٣٣ [٣] .
وَقَالَ أَبُو قِلابة الجَرْميّ: لمّا بلغ ثُمَامَة بنَ عَدِيّ قتْلُ عثمان- وكان أميرًا على صنعاء- بكى فأطال البكاء، ثمّ قَالَ: هذا حين انتُزعت خلافةُ النُّبوَّة من أُمَّة محمد، فصار مُلْكًا وجَبْرِيّة، مَن غلب على شيءٍ أكله [٤] .
وَقَالَ يحيى بن سعيد الأنصاري: قَالَ أَبُو حُميد السَّاعدي- وكان بدْريًا- لما قُتِل عثمان: اللَّهمّ إنّ لك عليّ أنْ لَا أضحك حتّى ألقاك [٥] .
قَالَ قتادة: ولي عثمان ثنتي عشرة سنة، غير اثني عشر يومًا [٦] . وكذا قال خليفة بن خيّاط [٧] وغيره [٨] .
[١] تاريخ دمشق ٤٨٦، النهاية لابن الأثير ٤/ ٥٥. [٢] في (ع) (زهرم) وهو تحريف. [٣] سورة الاسراء، الآية ٣٣. [٤] تاريخ دمشق ٤٨٧. [٥] طبقات ابن سعد ٣/ ٨٠، تاريخ دمشق ٤٩١. [٦] تاريخ دمشق ٤٩١. [٧] تاريخ دمشق ٥٢٥. [٨] في تاريخه- ص ١٧٧.