فَقَالَ: أَلا أَنْزِلُ لَكَ عَنْ أَحْسَنِ النَّاسِ: ابْنَةِ جَمْرَةَ [١] ؟ قَالَ: لَا، فَلَمَّا خَرَجَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَذَا؟ قَالَ:«هَذَا الْحَمِقُ الْمُطَاعُ»[٢] . قَالَ ابن سعد: قالوا وارتدّ عُيَيْنَة حين ارتدّت العرب، ولحِق بطُلَيْحة الأسَدِيّ [٣] حين تنبّأ فآمن به، فلمّا هُزم طُلَيْحَة أخذ خالد بْن الوليد عُيَيْنَة فأوثقه وبعث به إلى الصِّدِّيق، قَالَ ابن عباس، فنظرت إليه والغلمان يَنْخَسُونه بالجريد ويضربونه ويقولون: أَي عدُوَّ اللَّهِ كفَرْتَ بعد إيمانك! فيقول: واللهِ مَا كنتُ آمنتُ، فلمّا كلّمه أَبُو بكر رجع إلى الإسلام فأمَّنَه [٤] .
المدائنيّ، عَنْ عامر بْن أبي محمد قَالَ: قَالَ عُيَيْنَة لعمر: احْتَرِس أو أَخْرِج الْعَجَمَ من المدينة فإنّي لَا آمن أن يطعنَكَ رجلٌ منهم.
المدائنيّ عَنْ عبد الله بْن فائد قَالَ: كانت أمّ البنين بنت عُيَيْنَة عند عثمان، فدخل عُيَيْنَة على عثمان بلا إذْنٍ فَعَتَبَهُ عثمان، فَقَالَ: مَا كنت أرى أنّني أُحْجَب عَنْ رجل من مضر [٥] ، فقال عثمان [٦] : أذن [٧] فأَصِبْ من العَشَاء، قَالَ: إنّي صائم، قَالَ: تصوم اللَّيْلَ! قَالَ: إنّي وجدت صوم الليل أيسر عليّ.
[١] في الأصل «حمرة» وفي بقية النسخ «حمزة» . [٢] أخرجه ابن حجر من طريق سعيد بن منصور، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم النخعي مرسلا، وقال: رجاله ثقات، وأخرجه الطبراني موصولا من وجه آخر، عن جرير (الإصابة ٣/ ٥٤، ٥٥) الاستيعاب ٣/ ١٦٧. [٣] هكذا في الأصل والمنتقى لابن الملّا، ع، وفي نسخة دار الكتب (الأزدي) ، انظر كتب الأنساب. [٤] تاريخ الطبري ٣/ ٢٦٠. [٥] وفي الاستيعاب ٣/ ١٦٧ أن عيينة دخل على الرسول صلى الله عليه وسلّم. [٦] هكذا في الأصل والمنتقى لابن الملا، ع، ومنتقى أحمد الثالث. وفي نسخة دار الكتب، ح (عمر) عوض (عثمان) وهو وهم. [٧] هكذا في الأصل والمنتقى لابن الملّا، وفي نسخة الدار، ع (إذن) ولعلّه تصحيف.