وَقَالَ أَبُو عثمان النَّهْديّ: رأيت على عُمَر إزارًا مرقوعًا بأدم [١] .
وَقَالَ عبد الله بْن عامر بْن ربيعة: حججت مع عُمَر، فما ضرب فسطاطا [٢] ولا خِباء، كان يلقي الكساء والنّطْع على الشجرة ويستظل تحته [٣] .
وَقَالَ عَبْدِ اللَّهِ بْن مُسْلِمِ بْن هُرمز، عَنْ أبي الغادية الشامي قَالَ: قدِم عمرُ الجابية [٤] على جملٍ أوْرَقَ تَلُوحُ صَلْعَتُهُ للشمس [٥] ، ليس عليه قَلَنْسُوَة ولا عمامة، قد طبّق رجليه بين شُعبَتَيِ الرحل بلا رِكاب، ووطاؤه كِساء أنبجانيّ [٦] من صوف وهو فراشه إذا نزل، وحقيبته محشوة ليفا [٧] ، وَهِيَ إِذَا نزل وساده، وَعَلَيْهِ قميص من كرابيس [٨] قد دَسِم وتخرّق جيبُه، فَقَالَ:
ادعوا لي رأس القرية، فدعوه له فَقَالَ: اغسلوا قميصي وخيّطوه وأعيروني قميصًا، فأُتي بقميص كتَّان فَقَالَ: مَا هذا؟ قيل: كِتَّان، قَالَ: وما الكَتّان؟
فأخبروه فنزع قميصه فغسلوه ورقّعوه ولبسه، فَقَالَ له رأس القرية: أنت مَلِك العرب وهذه بلاد لَا تصلُح فيها الإبل. فأُتي ببِرْذَوْن فطرح عليه قطيفة بلا سَرْجٍ ولا رَحْلَ، فلمّا سار هُنَيْهَةً قَالَ: احبسوا، مَا كنت أظنّ النّاسَ يركبون الشيطان، هاتوا جملي [٩] .
وَقَالَ المُطَّلب بْن زياد، عَنْ عبد الله بْن عيسى: كان في وجه عمر بن
[١] طبقات ابن سعد ٣/ ٣٢٨، تاريخ الخلفاء ١٢٩. [٢] خيمة. [٣] طبقات ابن سعد ٣/ ٢٧٩، تاريخ الخلفاء ١٢٩، مناقب عمر لابن الجوزي ١٤٠. [٤] الجابية: قرية حوران. [٥] كذا في نسخة دار الكتب. وفي الأصل وغيره (بالشمس) . [٦] نسبة إلى منبج. [٧] هذا ما في نسخة دار الكتب. وفي الأصل وفي ح (ليف) . وكلاهما صواب. [٨] أي قطن. [٩] مناقب عمر لابن الجوزي ١٥٠.