وَقَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما بَلَغَنِي، لِعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ: أَدْرِكِ الْقَوْمَ، فَإِنَّهُمْ قَدِ اخْتَرَقُوا [٢] ، فَسَلْهُمْ عَمَّا قَالُوا، فَإِنْ أَنْكَرُوا فَقُلْ: بَلَى، قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا. فَانْطَلَقَ إِلَيْهِمْ عَمَّارٌ، فَقَالَ ذَلِكَ لَهُمْ. فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَذِرُونَ. فَقَالَ وَدِيعَةُ بْنُ ثَابِتٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ. فَنَزَلَتْ: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّما كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ، قُلْ أَبِاللَّهِ وَآياتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُنَ ٩: ٦٥ [٣] . فَقَالَ مخشنُ بْنُ حُمَيِّرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَعَدَ بِي اسْمِي وَاسْمُ أَبِي. فَكَانَ الَّذِي عفي عنه في هذه [١١٦ ب] الآيَةِ مخشنٌ، يَعْنِي إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ ٩: ٦٦ [٤] . فَتسَمَّى عَبْدَ الرَّحْمَنِ، فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يَقْتُلَهُ شَهِيدًا لا يُعْلَمُ بِمَكَانِهِ. فَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ ولم يوجد له أثر [٥] .
[١] قال ابن هشام: ويقال مخشى، وهو ما ورد في النسخة (ع) . وجاء في هامش نسخة (ح) : «وضبطه الأمير: مخشي بن حميّر الأشجعي» . والأمير هو ابن ماكولا في كتابه الإكمال ٧/ ٢٢٨. [٢] في الأصل، وسيرة ابن هشام ٤/ ١٧٧ «احترقوا» بالحاء المهملة، وفي تحقيق محمود محمد شاكر لإمتاع الأسماع للمقريزي ١/ ٤٥٣ أثبتها بالخاء المعجمة، لأنها أجود وأبين. وقال: الاختراق والاختلاق والافتراء والكذب، وذلك من قوله تعالى: وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحانَهُ ٦: ١٠٠ (الأنعام- ١٠٠) أي اختلقوا كذبا وكفرا. [٣] سورة التوبة، الآية ٦٥. [٤] سورة التوبة، الآية ٦٥. [٥] سيرة ابن هشام ٤/ ١٧٧، ١٧٨، تاريخ الطبري ٣/ ١٠٨.