قال الْجُنَيْد: فلا أزال أبكي على هذه الكلمة الّتي قالها لي [١] .
وقال السُّلَميّ: سمعت جدّي إسماعيل بن نُجَيْد يقول: كان الْجُنَيْد- يجيء فيفتح حانوته، وَيُسْبِلُ السّتْر، ويصلي أربعمائة ركعة [٢] .
وعن الْجُنَيْد قال: أعلى درجة الكِبْر أن ترى نفسَك، وأدناها أن تخطر ببالك [٣] ، يعني نفسك.
وقال الجريريّ [٤] : سمعته يقول: ما أخذنا التصوّف عن القال والقيل، لكن عن الْجُوع، وتَرْك الدُّنيا، وقطْع المألوفات [٥] .
وذكر أبو جعفر الفَرَغانيّ أنه سمع الْجُنَيْد يقول: أقلّ ما في الكلام سقوط هيبة الرّبّ جل جلاله من القلب، والقلب إذا عري من الهيبة عري من الإيمان.
ويقال: كان نقش خاتمه: إنْ كنت تَأْمَلْه فلا تَأْمَنْه.
وقال: من خالفت إشارته معاملته فهو مدَّعٍ كذاب.
وقال أبو عليّ الرّوذباريّ: قال الْجُنَيْد: سألت الله أن لا يعِّذبني بكلامي،
[١] تاريخ بغداد ٧/ ٢٤٤، ٢٤٥، صفة الصفوة ٢/ ٤١٧، طبقات الأولياء ١٢٧، طبقات الشافعية للسبكي ٢/ ٣١، ٣٢. [٢] تاريخ بغداد ٧/ ٢٤٥، صفة الصفوة ٢/ ٤١٧، ٤١٨، الرسالة القشيرية ١٩، طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٢/ ٢٩. [٣] حلية الأولياء ١٠/ ٢٧٣، تاريخ بغداد ٧/ ٢٤٥. [٤] في الأصل: الجوهري، وفي تاريخ بغداد: «الحريري» ، والمثبت عن طبقات الصوفية للسلمي، وحلية الأولياء. [٥] وتتمّة قوله: «والمستحسنات، لأنّ التصوّف هو صفاء المعاملة مع الله، وأصله التعزّف عن الدنيا، كما قال حارثة: عزفت نفسي عن الدنيا، فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري» . (طبقات الصوفية للسلمي ١٥٨ رقم ٧، حلية الأولياء ١٠/ ٢٧٧، ٢٧٨، تاريخ بغداد ٧/ ٢٤٦، الرسالة القشيرية ١٩) .