وتغيّب رجال من أشرافهم أن ينظروا إِلَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْظًا وحنقًا، ونفاسة وحَسَدًا، خرجوا إلى الخَنْدَمَة [٢] . فَقَامَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة، وأقام ثلاث ليالٍ، وكان ذَلِكَ آخر الشرط. فلما أصبح من اليوم الرابع أتاه سُهَيْلُ بْن عَمْرو وغيره، فصاح حُوَيْطِب بْن عَبْد العُزَّى: نناشدك الله والعقد لما خرجتَ من أرضنا فقد مضت الثلاث. فقال سعد بْن عُبَادة: كذبتَ لا أُمّ لك لَيْسَ بأرضك ولا بأرض آبائك، [والله][٣] لا نخرج. ثُمَّ نادى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُهَيلًا وحُوَيْطبًا، فقال:«إنّي قد نكحت فيكم امرأةً فما يضرّكم أن أمكث حتى أدخل بِهَا، ونصنع الطعام فنأكل وتأكلون معنا» . قَالُوا: نناشدك الله والعقد، إلّا خرجت عنّا. فأمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم أبا رافع فأذّن بالرحيل. وركب
[١] ديوانه: ص ١٠٠- ١٠١ باختلاف في الألفاظ وفي ترتيب الأبيات، وكذلك في سيرة ابن هشام ٤/ ٦٩، والطبقات لابن سعد ٢/ ١٢١، وتاريخ الطبري ٣/ ٢٤ والمغازي لعروة ٢٠٢. [٢] الخندمة: جبل من جبال مكة. (معجم البلدان ٢/ ٣٩٢) . [٣] ليست في الأصل، وأثبتناه من ع.