(الهَجْر): خلاف الوصل؛ يقال:(هجَر أخاه) إذا صرَمه وقطع كلامَه، (هَجْرا) و (هِجْرانا)، فهو (هاجر) والأخ (مهجور).
وفي باب الحظر والإباحة في شرح القُدروي: «أن خادِم مَيْمونة رأتْ فِراشَ امرأة ابن عباس ناحيةً (١) من فراشه فقالت: (هَجْرَى)(٢) أنتِ؟ فقالت: لا، ولكنّي إذا حِضْتُ لم يقرب فراشي»
، كأنها جعلته صفةً لها، كعَقْرى وحَلْقَى في أحد الأوجه، وإن لم أجده.
و (الهَجْر) بالفتح أيضا: الهَذْيانُ. ومنه قوله تعالى:
«سامِراً تَهْجُرُونَ»(٣). و (الهُجْر) بالضم: الفُحش، اسم من (أَهْجَرَ) في منطِقِه: إذا أفْحش.
و (الهِجْرة): ترْك الوطن ومفارقتُه إلى موضع آخر، اسمٌ من (هاجَر) من بلد إلى بلدٍ (مهاجَرةً).
وقولُ الحسن:
«هِجْرةُ الأعرابيّ إذا ضَمَّهم (٤) ديوانُهم»
يعني إذا أسلم وهاجَر إلى بلاد المسلمين فهِجْرتُه إنما تصحُّ إذا أُثبِت اسمُه في ديوان الغُزاة، أي في جريدتهم.
ويقال:(هَجَّر) إذا سار في الهاجرة وهي نصف النهار في القَيْظ خاصةً، ثم قيل:(هَجَّر إلى الصَّلاة) إذا بكرَّ ومضى
(١) أي بعيدة. (٢) في هامش الأصل: «أهجرى». وانظر النهاية ٥/ ٢٤٦. (٣) المؤمنون: ٦٧. (٤) كذا في النسخ. ولعلها: «ضمه»، كما يدل عليه شرح المصنف للعبارة.