وأما قوله [تعالى](١)«فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ»:
فانتِصابُه بالظرف (٢) على معنى: فمن كان حاضراً مقيماً غير مُسافر في الشهر فَلْيَصُمْهُ، أي فَلْيَصُم فيه.
و (الشهادة): الإخبار بصحّة الشيء عن مُشاهدةٍ وعِيان.
يقال:(شَهِدَ) عند الحاكم لفلان على فلان بكذا (شهادةً) فهو (شاهِدٌ) وهم (شُهودٌ) و (أشْهادٌ) وهو (شَهيدٌ) وهم (شُهَداء). وأما (الشَهيد)، بمعنى المُسْتَشْهَد المقتول، فقيل:
لأنه مشهودٌ له بالجنة، أو لأنه حيٌّ عند اللّه حاضرٌ.
وقد تَجْري الشَهادة مُجرى الحَلِف فيما يُراد به من معنى التوكيد (٣)، يقول الرجل: أَشهَدُ وأَشْهَدُ باللّه، بفتح الألِف، وأَعزِمُ وأَعزِم باللّه، في موضع: أُقسِم. وعليه قوله [تعالى (٤)] «قالُوا: نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ»، في أحد الوجهين. وبه استدَلّ أبو حنيفة أن «أشهدُ» يمين.
و (أَشْهَده) على كذا: جَعله شاهِداً له، و (استَشْهدَه) طلَب منه الشهادة.
و (الإشهاد) في الجنايات: أن يقال لصاحب الدار: «إنّ حائطك هذا مائلٌ فاهْدِمْه، أو مَخُوف فأصلِحْه».
و (التَشهُّد): قراءة التَحيّات لاشتمالِها على الشهادتَين.
[شهر]
(شَهَره) بكذا: شهَّره به (٥)، وهو (مشْهورٌ) و (مشهَّر). و (أشْهَره)، بمعنى شهَّره: غيرُ ثَبتٍ.
(١) من ع، ط والآية رقمها «٣» من سورة البقرة. وقوله تعالى: «فَلْيَصُمْهُ» لم يرد في ع. (٢) ع: على الظرف. (٣) ع: من التوكيد. (٤) من ع، ط. والآية من سورة المنافقين «١»: «إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ … ». (٥) أي أذاع عنه السوء، والثاني يفيد المبالغة. وفي ع، ط: «وشهره به» بالواو.