ومنه:«فادّان مُعْرِضا» أي استَدان ممن أمكنه الاستِدانةُ منه.
وقولهم:«عَرض عليه المتاعَ» إما لأنه يُريه (١) طُولَه وعَرْضه أو عُرْضا من أعراضه، ومنه (اعترَض) الجندُ للعارِض، و (اعترَضهم) العارضُ إذا نظر فيهم. ومنه قوله (٢):
«عرضَ على رجل جِرابَ هَرَويٍّ (٣) فاشتراه الذي اعترض الجِرابَ».
و (التَّعريض) خلاف التصريح. والفرق بينه وبين الكناية أن التعريضَ تضمين الكلام دلالة ليس لها فيه ذِكر، كقولك:
ما أقبح البخل، تُعرِّض بأنه بخيل، والكنايةَ ذِكْرُ الرَديف وإرادةُ المَردوف، كقولك: فلان طويل النّجاد، وكثيرُ رمادِ القِدر، تعني أنه طويل القامة ومِضياف.
و (العَرضَ) بفتحتين: حُطام الدنيا، ومنه:«الدنيا عَرضٌ حاضر»، وهو في اصطلاح المتكلمين: ما لا بَقاء له. وقولهم:«هو على عَرض الوُجود» أي على إمكانه، من (أعرَض له كذا) إذا أمكَنه، وحقيقته: أبدى عُرْضَه.
[عرف]
(عرَف) الشيءَ و (اعترفَه) بمعنى، ومنه
حديث عمر ﵁:«فما اعتَرفه المسلمون»
وكذا قولُ محمد في اللُقَطة:«فإن أَكلها أو تصدَّق بها ثم جاء صاحبُها فاعترَفها» أي عَرف أنه أكلها أو أنها هي التي تصدَّق بها. وأما (الاعتراف) بمعنى الإقرار بالشيء عن مَعْرفةٍ فذاك يُعدَّى بالباء.
(١) ع: إما أنه يريد. (٢) ع وهامش الأصل: ومثله قوله. (٣) ع وهامش الأصل: «هروني».