و (اجتزأَتْ) إذا اكتفتْ. ومنه:«لم تَجْتَزِئْ بتلك الحيضة».
و (أجْزأني الشيءُ) كفاني، وهذا يُجزِئ (٢) عن هذا: أي يَقضي أو ينوب عنه. ومنه: «البدَنة تُجزِئ (٣) عن سبعة».
وأجزأَتُ عنك مُجْزأَ فلان: أي كفَيْتُ كِفايَته ونُبْتُ مَنابه. وله في هذا غَناءٌ و (جَزاء) أي كفاية.
وقوله (٤): «الفارِسُ أجْزَأُ من الراجل» أي أكفَى. وتَلْيينُ مثل هذه الهمزة شاذٌّ على ما حُكي عن علي بن عيسى أنه قال: يقال:
هذا الأمر يُجزئ (٥) عن هذا، فيُهمز ويُليَّن. وعن الأزهري:
بعضُ الفقهاء يقول:(أجزى) بمعنى قضى (٦)، وعلى ذلك قوله:«أجزى فيه الفَرْكُ» أي الدَلْك والحكّ، وتقديره أجزى الفَرْكُ عن الغَسل، أي ناب وأغنى. أو (أجزاك) بمعنى كفاك على حذف المفعول، ومثله:«إذا صَلَّيتَ في السفينة قاعداً أجزاك» على إضمار الفاعل لِدَلالة ما سبق عليه، كأنه قيل: أجزاك ما فعلت.
ونظيره:«من كذب كان شرّاً له».
وأما (جزى عنه جزاءً) بمعنى قضى فهو بغير همزٍ، ومنه:«ولا تَجزِي عن أحدٍ بعدك» أي لا تُؤدّي عنه ولا تَقضي.
(١) الرطب: الكلأ. وهو بضم الراء وسكون الطاء وضمها أيضاً. (٢) ع: يجزي. (٣) ع: تجزي. (٤) ط: وقول محمد. (٥) ع: يجزي. (٦) أي ناب. وانظر حاشيتنا على قول الخطابي في آخر مادة «جذع».