إذا أعطى وليَّه المالَ الذي هو بدلُ النفس، ثم قيل لذلك المال (الدِّيَةُ) تسميةً بالمصدر، ولذا جُمعت. وهي مثل «عِدَة» في حذف الفاء.
وفي حديث قَتْلى بني جَذيمة:«فبعث ﵇ عليّا فوَدَى إليهم كلَّ شيء أصيب لهم، حتى وَدى إليهم مِيْلَغة الكلب»
وإنما عُدّي بإلى على تضمين معنى أدَّى، واستُعمل في المِيْلَغة - وهي إناء الوُلوغ فيه - على طريقة المشاكلة.
وأصل التركيب يدل على معنى الجَرْي والخروج. منه (الوادي) لأن الماء (يدِي) فيه أي يجري ويسيل، ومنه (وادي القُرَى) وهو موضع قريب من المدينة، فتحه رسول اللّه ﵇ عَنْوة، وعامَل مَنْ فيه من اليهود معاملةَ أهل خَيبر، ثم بعد ذلك أجلاهم عمر ﵁، وقسَم الواديَ بين الإمارة وبين بني عُذْرة، أي بين مَنْ إليه الإمارةُ ونيابةُ المسلمين. وقولُ الأعرابي
في حديث عثمان ﵁:«إذن تموتُ فُصْلانُها حتى تبلُغ وادِيَّ»
بالتشديد، لأنه مضاف إلى ياء المتكلم.
ومنه (الوَدْيُ): وهو الماء الرقيق يخرج بعد البول. وقد (وَدَى) الرجلُ و (أَوْدى): إذا خرج منه.
وإنما طوّلتُ تنبيها على أن (الدِّيَة) ليست بمشتقة من «الأداء».
وتقول في الأمر من (يَدِي): (دِهْ، دِيَا، دُوا).
وفي الحديث:«قوموا فَدُوهُ»
،
وقوله (١)﵇ لعمْرانَ (٢) أنْ: «قُمْ فَدِهْ».
وعلى ذا
قوله ﵇ لعلي ﵁:
(١) في الأصل: «قوله». والمثبت من ع، ط. (٢) ع: لعمر.