وقوله:«استمرَّ بها الدم» يعني دام واطَّرد. وكل شيء انقادتْ طريقتُه ودَامت (٢) حالُه قيل فيه: قد استمرَّ، ومنه: هذه عادةٌ مُسْتمِرّة. وفي التنزيل:«سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ»(٣)؛ على أحد الأوجه.
و (المِرَّة): القوة والشدة. ومنها:«ولا لذي مِرَّةٍ سَويّ» أي مَسْتوي الخَلْق. و (مُرَّة) بالضم: قبيلة إليها يُنسب أبو غطفان يزيد بن طريف المرّيّ، والمُزَنىّ تحريف. و (المَرُّ) بالفتح، في وَقْف المختصر: الذي يُعْمل به في الطين، و (بطن مَرٍّ): موضع بمكة (٤) على مرحلةٍ.
وعن الشافعي في حَصَى الرَمْي: «ومن حيثُ أخذَ أجْزأه إذا وقع عليه اسمُ الحجر، (مَرْمَرٍ)(٥) أو بِرامٍ أو كَذَّانٍ أو فِهْرٍ، وإن رمى فوقعت حصاتُه على مَحْمِلٍ فاستنَّتْ فوقعت في موضع الحصاة أجزأه».
قلت:«المرمر»: الرُخام، وهو حجر أبيض رِخْو.
«والبِرام» بالكسر: جمع بُرْمَةٍ، وهي في الأصلِ: القُدُورُ من الحجارة؛ إلا أنه أراد هنا الحجارَة أنفسها. و «الكَذَّان» بالفتح
(١) المرادي: جمع مردي: من أعواد السفينة التي تحرك بها. (٢) ع: ودانت. (٣) القمر ٢: «وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ … ». (٤) كتب تحتها في في الأصل: «من مكة». وهي كذلك في ط. (٥) بدل من «الحجر».