والكُثْر ستَّون (١)، والوَيْل لأصحاب المِئين إلّا من أعطى في (نَجْدتها) ورِسْلها وأطرَق في فحلَها وأفقَر ظهرَها وأطعم القانِع والمعترَّ»
قال أبو عُبيد: قال أبو عبيدة: نجْدَتها: أن تكثُر شحومُها حتى يمنع ذلك صاحبَها أن ينحَرها نَفاسةً بها، فصار ذلك بمنزلة الشجاعة لها، تمتنع بذلك من ربّها. ومن أمثالهم:«أخذَتْ أسلحتهَا وتترَّسَتْ بِتَرسَتِها»(٢).
وقالت ليْلى الأخْيَليّةُ
ولا تأخذ الكُوْمُ الصَّفايا سلاحَها … لتوبةَ في نَحْس الشتاءِ الصَّنَابِر (٣)
قال: ورِسْلها: أن لا يكون لها سِمَنٌ فيهونَ عليه إعطاؤها، فهو يُعْطيها على رِسْله؛ أي مُسْتهينا بها. وقيل: النَّجْدة: المكروه والمشقَّة، يقال: لاقى فلانٌ نَجْدةً. ورجلٌ منجود: مكروبٌ، والرِّسْل: السُهولة، من قولهم: على رِسْلك: أي على هِينَتك (٤) أراد: إلّا مَنْ أعطى على كُرْه النفس ومشقَّتها وعلى طيبٍ منها وسُهولةٍ، وهذا قريب من الأوّل. وأنشد أبو عَمْرٍ وللمرَّار
لهم إبل لا من ديات، ولم تكن … مُهورا، ولا من مكسبٍ غيرِ طائل
مُخَيَّسةً في كل رِسْلٍ ونجْدةٍ … وقد عُرِفتْ ألوانُها في المعاقل (٥)
(١) ع: الستون. (٢) مجمع الأمثال ١/ ٢٤ بلفظ: «أخذت الإبل أسلحتها». (٣) الأغاني ١١/ ٢٢٧ وروايته: « .. الجلاد رماحها». والكوم: ج كوماء وهي الناقة العظيمة السنام. والصنابر: شدة البرد في الشتاء، ج صنبر، بكسر الصاد وتشديد النون المفتوحة، وسكون الباء. (٤) قوله: «من قولهم» إلى هنا: ساقط من ع. (٥) اللسان «نجد». والإبل المخيسة: التي لم تسرح ولكنها حبست للنحر أو القسم - القاموس. وفي هامش الأصل: «مذللة».