«ولو أغار إنسانٌ من أهل المقاصير على مقصورة» وفي رواية محمد: «وإن أعان إنسانٌ من أهل المقاصير إنسانا على متاع مَنْ يَسْكن مقصورةً أخرى» وكأنه أصح وإن كان الأوّل أكثَر، وفي مختصر الكرخي:
«وكذلك إن أغار بعضُ أهل تلك المقاصير على مقصورةٍ فسرق منها وخرج به منها إلى صَحْن الدار قُطِع» والمقصورةُ حُجْرة من حُجَر دارٍ واسعة مُحصَّنةٍ بالحيطان.
و (الغارُ) الكهف وجمعه (غِيران) وبتصغيره جرى المثل «عسى الغُوَيْر أبْؤُسا»(١) وقيل: هو ماء لكلبٍ يُضرب لكل (٢) ما يُخاف أن يأتي منه شرُّ، وقد تمثَّل به عمر ﵁ حين أتاه سُنَيْنٌ أبو جميلةَ بمنبوذٍ (٣) ومرادُه اتّهامُه إياه أن يكون صاحبَ المنبوذ، ويَدُلُّ عليه أنه لما قال ذلك، قال عريفُه أي الذي بينه وبينه معرفةٌ:«إنَّه وإنَّه» فأثنى عليه خيرا، أراد أنه أمينٌ وأنه عفيفٌ، والبأسُ: الشدةُ. وقصّةُ المثل وتمام شرْحه في المُعْرب، وفيه (٤)
«ما للجمال مَشْيِها وَئِيدا (٥)»
بالجرّ على البدل، والمعنى:«ما لمشْي الجمال ثقيلًا» هكذا رُوي عن القُتبيّ.
و (الغار) شجرٌ عظيم، ورقُه أطول من ورق الخِلاف، طيّبُ الريحِ، وحَمْله يقال له الدَهْمُسْتُ.
(١) مجمع الأمثال ٢/ ١٧ وانظر الذيل «أفعال المقاربة». (٢) ع: يضرب مثلًا لكل. (٣) أي لقيط. وترجمة سنين في الاستيعاب ٣/ ٦٨٩. (٤) في الأصل: «وفيهٍ» بتنوين الآخر، وفي هامش الأصل: «قوله وفيهٍ»، أي وافٍ يعني تام شرحه». وأثبت ما في ع. (٥) ينسب البيت للزباء، وهو شاهد نحوي مشهور. ويروى برفع «مشيها». وبعده: أجندلًا يحملن أم حديدا