عبيدة قال: سَأَلَ يُونِسٌ (١) رؤبة (٢) وأنا شاهد عن السَّانِحِ والبَارِحِ. فقال: السَّانِحُ مَا وَلَّاكَ مَيَامِنَهُ وَالبَارِحُ مَا وَلَّاكَ مَيَاسِرَهُ.
بَابُ الغُبَارِ
عن أبي عبيدة (٣): العَكُوبُ الغُبَارُ من قول بشر بن أبي خازم (٤):
[طويل]
عَلَى كُلِّ مَعْلُوبٍ يَثُورُ عَكُوبُهَا (٥)
قال: والمَعْلُوبُ الطَّريقُ الذي يُعْلَبُ بِجَنْبَيْهِ. ومثله المَلْحُوبُ والعَجَاجُ والرَّهَجُ والقَتَامُ والقَسْطَلُ الغُبَارُ. والمُورُ الغُبَارُ بِالرِّيح والسُّرَادِقُ الغُبَارُ. قال لبيد:
[وافر]
رَفَعْنَ سُرَادِقًا فِي يَوْمِ رِيحٍ (٦)
والعِثْيَرُ الغُبَارُ، وأنشد:
[رجز]
(١) هو يونس بن حبيب الضبيّ. نحوي بصري من المعمّرين (ت ١٨٢ هـ) روى عن سيبويه وسمع منه الكسائي والفرّاء جاء عنه في البغية أنه كانت له حلقة بالبصرة ينتابها أهل العلم وطلّاب الأدب وفصحاء الأعراب والبادية. انظره في بغية الدعاة ج ٢/ ٣٦٥ وطبقات النحويين واللغويين ص ٥١ - ٥٣. (٢) المقصود به رؤبة بن العجّاج. (٣) في ز: الأصمعي. (٤) في ت ٢ وز: بشر (فقط). (٥) مثبت بديوانه ص ١٧: نقلناهُم نقلَ الكلاب جراءَها … على كلِّ معلوبٍ يثُور عَكُوبُهَا (٦) في الديوان ص ١٠٨: رفعن سرادقا في يوم ريح … يُصفّق بين مَيْلٍ واعتدالِ