قال أبو سعيد السكري (٣): هذا البيت أنشدناه الطوسي (٤) عن ابن الأعرابي، وَوَتَنْتُهُ أَتِنُهُ، وفَرَصْتُهُ أَفْرِصُهُ، وطَحَلْتُهُ أَطْحَلُهُ وجَنَحْتُهُ أَجْنِحُهُ (٥) وكَبَدْتُهُ أَكْبِدُهُ وكَلَيْتُهُ أَكْلِيهِ، ومَثَنْتُهُ أَمْثِنُهُ، وفَأَدْتُهُ أَفْأَدُهُ، وَصَدَرْتُهُ كلّ هذا إذا أصبت قلبَه وبطنَه ووَتِينَهُ وفَرِيصَتَهُ وطِحَالَهُ وَجَنَاحَهُ وكبَده وكُلْيَتَهُ ومَثَانَتَهُ وفؤادَه وصدَرهُ. قال: والمصدر من هذا كلّه فَعَلْتُهُ فَعْلًا بجزم العين إلَّا الطَّحَلَ وحده فإنه بفتح الطاء والحاء. ومن اشتكى من هذا شيئًا قيل في هذا كلّه: فُعِلَ فهو مفعولٌ مثل رُئِسَ فهو مَرْؤوسٌ وقُلِبَ فهو مقلوبٌ وكذلك كلّ ما (٦) في الجسد. الكسائي: ثَرَمْتُ سِنَّهُ أَثْرِمُهَا وَعَضَدْتُهُ أصبتُ عَضُدَهُ أَعْضُدُهُ وكذلك إذا أعَنْتَهُ وكنت له عَضدًا، وصَدَغْتُهُ إذا حاذيتَ صُدْغه بِصُدْغِك في المشي. غيرهم: آذَنْتُهُ وأفختُهُ وسُقْتُهُ ونِبْتُهُ إذا أصبت أُذُنَهُ وَيَافُوخَهُ وسَاقَهُ ونَابَهُ. الفرّاء: حَرَكْتُ البعيرَ أَحْرُكُهُ حَرْكًا إذا أصبت حَارِكَهُ، اليزيدي: يَدَيْتُ الرجل أصبتُ يَدَهُ فهو مَيْدِيٌّ، فإن أراد أنّه اتخذ عنده يَدًا، قال (٧) أَيْدَيْتُ عنده يدًا فأَنا أُودي. الكسائي: أَعْوَرْتُ عينَه وأَحْوَلْتُهَا وَأَقْبَلْتُهَا
(١) في اللسان ج ١٦/ ١٩٩: مُوقَرًا. (٢) في اللسان: فإِنَّ أَنْ. (٣) سقط أيضًا كلام السكّري في ت ٢ وز. والسكّري هو الحسن بن الحسين المعروف بالسكّري وكنيته أبو سعيد. وهو نحوي لغوي معدود في الطبقة السادسة من نحاة البصرة حسب ترتيب الزبيدي في طبقاته. وهو الذي جمع شعر بعض الشعراء منهم امرؤ القيس والنابغة وزهير ولبيد. توفي سنة ٢٩٠ هـ. انظر البغية ج ١/ ٥٠٢ وطبقات النحويين واللغويين ص ١٨٣. (٤) هو علي بن عبد الله الطوسي وقد كان من أعلم أصحاب أبي عبيد. انظرهُ في طبقات النحويين واللغويين ص ٢٠٥. (٥) في ز: أَجْنَحُهُ بفتح عين الفعل. (٦) في ت ٢: كلّ ما كان وفي ز: كلّها. (٧) في ز: قلت.