الخميس؟ فبكى حتى بل دمعه الحصى، فقلت: يا أبا عباس ما يوم الخميس؟ فقال: اشتد برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجعه، فقال: ائتوني اكتب لكم كتابًا لا تضلوا بعدي. فتنازعوا -وما ينبغي عند نبي تنازع- وقالوا: ما شأنه؟ أهجر (١) استفهموه؟ قال: دعوني فالذي أنا فيه خير، أوصيكم بثلاث: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد ما كنت أجيزهم. قال: وسكت عن الثالثة. أو قالها فأنسيتها".
رواه البخاري (٢) ومسلم (٣) وهذا لفظه.
وفي لفظ له (٤): "ائتوني بالكتف والدواة -أو اللوح والدواة- أكتب لكم كتابًا لا (٥) تضلوا بعدي أبداً. فقالوا: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهجر".
وعند البخاري (٦) فقال: "ائتوني بكتف أكتب لكم كتابًا لا تضلوا بعدي أبدم. فتنازعوا -ولا ينبغي عند نبي تنازع- فقالوا: ما له أهجر؟ استفهموه. فقال: ذروني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه. فأمرهم بثلاث" وفي آخره "والثالثة إما أن سكت عنها وإما أن قالها فنسيتها" قال سفيان: هذا من قول سليمان. هو الأحول الراوي عن سعيد بن جبير.
٥٢٨٠ - عن علي بن أبي طالب -رضي اللَّهْ عنه- قال: "كان آخر كلام النبي
(١) تكلم العلماء على هذه اللفظة فأطالوا. انظر مشارق الأنوار (٢/ ٢٦٤ - ٢٦٦) وفتح الباري (٧/ ٧٣٩ - ٧٤٠). (٢) صحيح البخاري (٦/ ١٩٦ - ١٩٧ رقم ٣٠٥٣). (٣) صحيح مسلم (٣/ ١٢٥٧ - ١٢٥٨ رقم ١٦٣٧). (٤) صحيح مسلم (٣/ ١٢٥٩ رقم ١٦٣٧/ ٢١). (٥) في صحيح مسلم: لن. (٦) صحيح البخاري (٦/ ٣١٢ رقم ٣١٦٨).
٥٢٨٠ - خرجه الضياء في المختارة (٢/ ٤٢٠ رقم ٨٠٦، ٨٠٧).