٢٧٩٥ - عن سلمة بن الأكوع قال:"خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر ... " وذكر الحديث، وفيه:"فلما تصاف القوم، كان سيف عامر -هو ابن الأكوع- فيه قصر، فتناول يهودياً ليضربه، فرجع ذباب سيفه، فأصاب ركبته فمات منها، فلما قفلوا رآني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاحبًا (١) ساكتًا، قال سلمة -وهو آخذ بيدي-: فقلت: فداك أبي وأمي، زعموا أن عامرًا حبط عمله. فقال: من قاله؟ قلت: فلان وفلان وأسيد بن الحضير. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كذب من قاله، إن له لأجرين -وجمع بين أصبعيه- إنه لجاهد (٢) مجاهد، قل عربي نشأ بها مثله".
رواه خ (٣) -وهذا لفظه- ورواه م (٤) بنحوه.
٢٧٩٦ - عن أبي سلام عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"أغرنا على حي من جهينة، فطلب رجل من المسلمين رجلاً منهم فضربه فأخطأه وأصاب نفسه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أخوكم يا معشر المسلمين. فابتدره الناس، فوجدوه قد مات، فلفه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)(٥) بثيابه ودمائه وصلى عليه ودفنه، فقالوا: يا رسول الله، أشهيد هو؟ قال: نعم، وأنا له شهيد".
رواه د (٦).
(١) الشاحب: المتغير اللون والجسم لعارض من سفرٍ أو مرض ونحوهما. النهاية (٢/ ٤٤٨). (٢) قال الحافظ ابن حجر في الفتح (٧/ ٥٣٤): قال ابن دريد: رجل جاهد أي: جاد في أموره. وقال ابن التين: الجاهد من يرتكب المشقة، ومجاهد أي لأعداء الله. (٣) صحيح البخاري (١/ ٥٥٣ - ٥٥٤ رقم ٦١٤٨). (٤) صحيح مسلم (٣/ ١٤٢٧ - ١٤٢٩ رقم ١٨٠٢). (٥) من سنن أبي داود. (٦) سنن أبي داود (٣/ ٢١ رقم ٢٥٣٩).