حواء عرفتهم، فلاذت بآدم، فقال: إليك عني، فإني إنما أوتيت من قبلك، خلي بيني وبين ملائكة ربي -تبارك وتعالى- فقبضوه، وغسلوه، وكفنوه، وحنطوه، وحفروا له، وألحدوا له، وصلوا عليه، ثم دخلوا قبره فوضعوه في قبره، ووضعوا عليه اللبن، ثم خرجوا من القبر، ثم حثوا عليه (١)، ثم قالوا: يا بني آدم هذه سنتكم". رواه عبد الله بن أحمد (٢) عن غير أبيه كذا (موقوفًا)(٣).
٢٧٨٣ م- وقد روى أبو بكر الروياني في مسنده (٤) عن أُبيٍّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لما توفي آدم ألحد له، وغسلته الملائكة بالماء وترًا وقالوا: هذه سنة ولد آدم من بعده".
قال الشيخ -رحمه الله-: وهو من رواية روح بن أسلم، وقد تكلم فيه غير واحد من الأئمة (٥)، والمشهور غير مرفوع، والله أعلم.
[١٦ - ذكر غسل المحرم]
٢٧٨٤ - عن ابن عباس قال: "بينما رجل واقف مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعرفة إذ وقع من راحلته فأقصعته (٦) -أو قال: فأقعصته (٧) - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
(١) زاد في المسند بعدها: "التراب". (٢) المسند (٥/ ١٣٦). (٣) في "الأصل": مرفوعًا. (٤) مسند أُبي غير موجود في القطعة المطبوعة من مسند الروياني، واستدركه المحقق في ذيله (٣/ ٣١) من المختارة. ٢٧٨٣م- خرجه الضياء في المختارة (٤/ ٢٠ رقم ١٢٥٢) من طريق الروياني، وقال هناك عن روح ما قاله هنا. (٥) ترجمته في التهذيب (٩/ ٢٣١ - ٢٣٣). (٦) أي: هشمته، يقال: أقصع القملة إذا هشمها. (٧) القعص أن يضرب الإنسان فيموت مكانه، يقال: قعصته وأقعصته إذا قتلته قتلاً سريعاً. النهاية (٤/ ٨٨).