بمنزلة رجل أخرج صدقة ماله فجاء منها بما شاء فأمضاه، وبخل بما بقي فأمسكه".
وفي لفظ له (١): "فأكل منه، ثم قال: إنما مثل صوم المتطوع مثل رجل يخرج من ماله الصدقة، فإن شاء أمضاها، وإن شاء حبسها".
١٩ - باب قسم الزَّائر على أخيه بالفطر
٣٥٣٠ - عن أبي جحيفة قال: "آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة (٢)، فقال: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا. فجاء أبو الدرداء فصنع له طعامًا فقال: كل فإني صائم (٣). قال: ما أنا بآكل حتى تأكل فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم (قال: نم. فنام، ثم ذهب يقوم)(٤) فقال: نم. فلما كان من آخر الليل قال سلمان: قم الآن. فصليا، فقال له سلمان: إن لربك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقًا، ولأهلك عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه. فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: صدق سلمان".
رواه خ (٥).
(١) سنن النسائي (٤/ ١٩٣ - ١٩٤ رقم ٢٣٢١). (٢) بفتح المثناة والموحدة وتشديد الذال المعجمة المكسورة، أي: لابسة ثياب البذلة. بكسر الموحدة وسكون الذال -وهي المهنة وزنًا ومعنى، والمراد أنها تاركة للبس ثياب الزينة، وللكشمهيني: "مبتذلة" بتقديم الموحدة والتخفيف، وزن مفتعلة، والمعنى واحد. فتح الباري (٤/ ٢٤٨). (٣) في صحيح البخاري: "فقال له: كل. قال: "فإني صائم" قال ابن حجر في الفتح (٤/ ٤٢٨): كذا في رواية أبي ذر، والقائل "كل" هو سلمان، والمقول له أبو الدرداء، وهو المجيب بإني صائم، وفي رواية الترمذي: "فقال: كل فإني صائم" وعلى هذا فالقائل أبو الدرداء والمقول له سلمان، وكلاهما محتمل. اهـ. (٤) من صحيح البخاري. (٥) صحيح البخاري (٤/ ٢٤٦ - ٢٤٧ رقم ١٩٦٨).