ما قدر له، ونام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فلما تقارب الفجر استند بلال إلى راحلته مواجه الفجر (١) فغلبت بلالًا عيناه وهو مستند إلى راحلته، فلم يستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا بلال ولا أحد من أصحابه حتى ضربتهم الشمس، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أولهم استيقاظًا ففزع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أي بلال. فقال بلال: أخذ بنفسي الذي أخذ -بأبي أنت وأمي يا رسول الله - بنفسك. قال: اقتادوا. فاقتادوا رواحلهم شيئًا، ثم توضأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأمر بلالًا فأقام الصلاة، فصلى بهم الصبح، فلما قضى الصلاة قال: من نسي الصلاة فليصلها إذا ذكر، فإن الله تعالى قال:(أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي)(٢)".
رواه م (٣).
٧٦٩ - عن عمران بن حصين قال: "كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسير له فأدلجنا (٤) ليلتنا، حتى إذا كان في وجه الصبح عرسنا، فغلبتنا أعيننا حتى بزغت الشمس، قال: فكان أول (من)(٥) استيقظ منا أبو بكر -رضي الله عنه- وكنا لا نوقظ نبي الله - صلى الله عليه وسلم - من منامه إذا نام حتى يستيقظ -ثم استيقظ عمر -رضي الله عنه- فقام عند نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل يكبر ويرفع صوته حتى استيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما رفع رأسه ورأى الشمس قد بزغت (قال)(٦): ارتحلوا. فسار بنا حتى (إذا)(٧) ابيضت الشمس، نزل فصلى بنا الغداة، فاعتزل رجل من القوم لم يصل معنا، فلما انصرف قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا فلان، ما منعك أن تصلي معنا؟ قال:
(١) أي: مستقبله. (٢) سورة طه، الآية: ١٤. (٣) صحيح مسلم (١/ ١٤٧ رقم ٦٨٠). (٤) الدلجه: سير الليل. النهاية (٢/ ١٢٩). (٥) في "الأصل": ما. والمثبت من صحيح مسلم. (٦) في "الأصل": فقال. والمثبت من صحيح مسلم. (٧) من صحيح مسلم.