رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ليسوا بشيء (١). قالوا: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنهم يحدثون أحيانًا بالشيء يكون حقاً. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني، فيقرها في أذن وليه قر الدجاجة (٢) فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة".
أخرجاه (٣) وفي لفظٍ: "الكلمة من الجن يحفظها (٤)".
٦٣٥٥ - عن معاوية بن الحكم السلمي قال: "قلت يا رسول الله، إني حديث عهد بجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام، وإن منا رجالاً يأتون الكهان. قال: فلا تأتهم. قال: ومنا رجالاً يتطيرون (٥). قال: ذلك شيء يجدونه في صدورهم فلا يصدنهم. قال: قلت: ومنا رجالًا يخطون (٦) قال: كان نبي من الأنبياء يخط
(١) أي ليس قولهم بشيء يعتمد عليه، والعرب تقول لمن عمل شيئاً ولم يحكمه: ما عمل شيئًا. فتح الباري (١٠/ ٢٣٠). (٢) القَرُّ: ترديدك الكلام في أذن المخاطب حتى يفهمه، تقول: قررته فيه أقره قرًّا، وقر الدجاجة: صوتها إذا قطعته، يقال: قرت تقر قرًّا وقريرًا، فإن رددته قلت: قرقرت قرقرة، ويروى: كقرِّ الزجاجة" بالزاي: أي كصوتها إذا صب فيها الماء. النهاية (٤/ ٣٩). (٣) البخاري (١٠/ ٢٢٧ رقم ٥٧٦٢، ١٣/ ٥٤٥ رقم ٧٥٦١)، ومسلم (٤/ ١٧٥٠ رقم ٢٢٢٨). (٤) هذه رواية الكشميهني: "يحفظها" بتقديم الفاء، بعدها ظاء معجمه. فتح الباري (١٠/ ٢٣٠)، وإرشاد الساري (١٠/ ٤٧٩). (٥) الطِّيَرة -بكسر الطاء، وفتح الياء، وقد تسكن- هي التشاؤم بالشيء، وهو مصدر تطير، يقال: تطير طيرة، وتخير خيرة، ولم يجيء من المصادر هكذا غيرهما، وأصله فيما يقال: التطير بالسوانح والبوارح من الطير والظباء وغيرهما، وكان ذلك يصدهم عن مقاصدهم، فنفاه الشرع، وأبطله ونهى عنه، واْخبر أنه ليس له تأثير في جلب نفع أو دفع ضر. النهاية (٣/ ١٥٢). (٦) فسروه بالخط في الرمل أو التراب للحساب ومعرفة ما يدل عليه الخط فيه. مشارق الأنوار (١/ ٢٣٥).