(أنَّى لا أقصه منه)(١) وقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقص من نفسه؟! ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم، ولا تجمروهم (٢) فتفتنوهم، ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم، ولا تنزلوهم الغياض (فتضيعوهم)(٣)" (٤).
رواه الإمام أحمد (٥) وروى أبو داود (٦) والنسائي (٧) "قد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقص من نفسه". أبو فراس اسمه ربيع بن زياد بن أنس الحارثي (٨).
٦٠٣٩ - عن ابن عباس "أن رجلاً وقع في أب كان له في الجاهلية، فلطمه العباس، فجاء قومه فقالوا: ليلطمنه كاللطمة. فلبسوا السلاح، فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فصعد المنبر فقال:(أيها)(٩) الناس أي أهل الأرض تعلمون أكرم على الله -عز وجل-؟ قالوا: أنت. قال: فإن العباس مني وأنا منه، لا تسبوا أمواتنا فتؤذوا أحياءنا. فجاء القوم فقالوا: يا رسول الله، نعوذ بالله من غضبك، استغفر لنا".
رواه النسائي (١٠).
٦٠٤٠ - عن أبي هريرة قال: "كنا نقعد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد، فإذا
(١) ليست في المسند. (٢) تَجْمير الجيش: جمعهم في الثغور وحبسهم عن العود إلى أهلهم. النهاية (١/ ٢٩٢). (٣) في "الأصل": فتطعنوهم. والمثبت من المسند، والغياض: جمع غيضة، وهي الشجر الملتف، وقوله: "لا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم"؛ لأنهم إذا نزلوها تفرقوا فيها فتمكن منهم العدو. النهاية (٣/ ٢٠٤). (٤) قال الإمام علي بن المديني: إسناده بصري حسن. مسند الفاروق (٢/ ٥٤٤). (٥) المسند (١/ ١٤). (٦) سنن أبي داود (٤/ ١٨٣ رقم ٤٥٣٧). (٧) سنن النسائي (٨/ ٣٤ رقم ٤٧٩١). (٨) وقيل غير ذلك، وانظر ترجمة أبي فراس في التهذيب (٣٤/ ١٨٣ - ١٨٥). (٩) في "الأصل": أي. والمثبت من سنن النسائي. (١٠) سنن النسائي (٨/ ٣٣ - ٣٤ رقم ٤٧٨٩).