أصلحيها. قال: ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خيبر، حتى إذا جعلها في ظهره نزل، ثم ضرب عليها القبة، فلما أصبح قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من كان عنده فضل زاد فليأتنا به. قال: فجعل الرجل يجيء بفضل التمر وفضل السويق، حتى جعلوا من ذلك سوادًا (١) حيسًا، (فجعلوا)(٢) يأكلون من ذلك الحيس، ويشربون من حياض إلى جنبهم من ماء السماء، قال: فقال أنس: فكانت تلك وليمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليها. قال: فانطلقنا حتى رأينا جدر المدينة هشنا (٣) إليها فرفعنا مطينا (٤)، ورفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مطيته، قال: وصفية خلفه، قد أردفها (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)(٥)، قال: فعثرت مطية رسول الله فُصرع وصُرعت، قال: فليس أحد من الناس ينظر إليه ولا إليها، حتى قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسترها، قال: فأتيناه، فقال: لم نُضَرَّ قال: فدخلنا المدينة فخرج جواري نسائه يترأينها ويشمتن بصرعتها".
وفي لفظٍ لمسلم (٦) أيضًا: "وقعت في سهم دحية جارية جميلة، فاشتراها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبعة أرؤس، ثم دفعها إلى أم سليم تصنعها وتهيئها وأحسبه قال: وتعتد في بيتها -وهي صفية بنت حيي- فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليمتها
(١) أي: شيئاً مجتمعاً. النهاية (٢/ ٤٢٠). (٢) تكررت في "الأصل". (٣) قال النووي في شرح مسلم (٦/ ١٧٢): هكذا هو في النسخ "هَشنا" بفتح الهاء وتشديد الشين المعجمة ثم نون، وفي بعضها: "هششنا" بشينين. الأولى مكسورة مخففة، ومعناهما نشطنا وخففنا وانبعثت نفوسنا إليها، يقال منه هششت بكسر الشين في الماضي وفتحها في المضارع. اهـ. وانظر مشارق الأنوار للقاضي عياض (٢/ ٢٧٢). (٤) أي كلفناها المرفوع من السير، وهو فوق الموضوع ودون العَدْو، يقال: ارفع دابتك: أي أسرع بها. النهاية (٢/ ٢٤٤). (٥) من صحيح مسلم. (٦) صحيح مسلم (٥/ ١٠٤٢ - ١٠٤٦ رقم ١٣٦٥/ ٨٧).