أهلك (١) أن أعدها لهم عدة واحدة، وأعتقك ويكون الولاء لي، فعلت. فذكرت ذلك لأهلها، فأبوا إلا أن يكون الولاء لهم، فاتتني فذكرت ذلك، قالت: فانتهرتها، فقالت: لا هاء الله إذا (٢). قالت: فسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسألني فأخبرته، فقال: اشتريها وأعتقيها، واشترطي لهم الولاء (فإن الولاء)(٣) لمن أعتق. ففعلت، قالت: ثم خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشية، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: أما بعد فما بال رجال (٤) يشترطون شروطًا ليست في كتاب الله -عز وجل- ما كان من شرط ليس في كتاب الله -عز وجل- فهو باطل، وإن كان مائة شرط، كتاب الله أحق، وشرط الله أوثق، ما بال رجال منكم بقول أحدهم: أعتق فلانًا والولاء لي. إنما الولاء لمن أعتق".
رواه خ (٥) م (٦) وهذا لفظه.
٥٤١٦ - عن عائشة قالت: "وقعت جويرية بنت الحارث بن المصطلق في سهم
(١) في "الأصل": أهلها. والمثبت من صحيح مسلم. (٢) قال النووي في شرح مسلم (٦/ ٣٤٦ - ٣٤٧): "فقالت: لا هاء الله ذلك" وفي بعض النسخ: "لا هاء الله إذا" هكذا في النسخ وفي روايات المحدثين: "لا هاء الله إذا" بمد قوله: "هاء" وبالألف في "إذا" قال المازري وغيره من أهل العربية: هذان لحنان، وصوابه "لاها الله ذا" بالقصر في "ها" وحذف الألف منا "إذا" قالوا: وما سواه خطأ، قالوا: ومعناه: ذا يمينى. وكذا قال الخطابي وغيره أن الصواب "لاها الله ذا" بحذف الألف، وقال أبو زيد النحوي وغيره: يجوز القصر والمد في "ها". وكلهم ينكرون الألف في "إذا" ويقولون صوابه: "ذا" قالوا: وليست الألف من كلام العرب. قال أبو حاتم السجستاني: جاء في القسم "لاها الله" قال: والعرب تقول بالهمزة، والقياس تركه. قال: ومعناه لا والله هذا ما أقسم به، فأدخل اسم الله تعالى بين ها وذا. (٣) تكررت في "الأصل". (٤) في صحيح مسلم: أقوام. (٥) صحيح البخاري (٥/ ٢٢٢ رقم ٢٥٦١). (٦) صحيح مسلم (٢/ ١١٤٢ - ١١٤٣ رقم ١٥٠٤/ ٨).