الجبل، فلما رأوا السهم وقفوا، فجئت بهم أسوقهم، وفيهم امرأة من بني فزارة عليها قشع (١) من أدم -قال: القشع: النطع- معها بنت لها من أحسن العرب، فسقتهم حتى أتيت بهم أبا بكر، فنفلني أبو بكر ابنتها، فقدمنا المدينة وما كشفت لها ثوبًا، فلقيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السوق، فقال: يا سلمة، هب لي المرأة. (فقلت)(٢): يا رسول الله، لقد أعجبتني وما كشفت لها ثوبًا. ثم لقيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الغد في السوق فقال: يا سلمة، هب لي المرأة للَّه أبوك (٣). فقلت: هي لك يا رسول الله، فوالله ما كشفت لها ثوبًا. فبعث بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل مكة ففدى بها ناسًا من المسلمين كانوا أُسروا بمكة".
رواه مسلم (٤).
٤٨٠٩ - عن عبد الله بن (بريدة)(٥) عن أبيه قال: "أهدى أمير القبط لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاريتين أختين وبغلة، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يركبها، فأما إحدى الجاريتين فتسراها فولدت له إبراهيم، وأما الأخرى فأعطاها حسان بن ثابت".
رواه أبو بكر بن خزيمة (٦).
(١) قيل: أراد بالقشع الفرو الخلق. النهاية (٤/ ٦٥). (٢) في "الأصل": فقال. والمثبت من صحيح مسلم. (٣) كلمة مدح تعتاد العرب الثناء بها، فإن الإضافة إلى العظيم تشريف، ولهذا يقال: بيت الله، وناقة الله، قال صاحب التحرير: فإذا وُجد من الولد ما يُحمد قيل له: لله أبوك حيث أتى بمثلك. شرح صحيح مسلم (٢/ ٨). (٤) صحيح مسلم (٣/ ١٣٧٥ - ١٣٧٦ رقم ١٧٥٥). (٥) في "الأصل": يزيد. وسيأتي هذا الحديث على الصواب في باب هدية المقوقس ملك القبط، في الهدايا، الحديث رقم (٥٢٢٢). (٦) وعزاه له ابن حجر في تلخيص الحبير (٣/ ١٥٦).