- صلى الله عليه وسلم - حتى أتيته، فقلت: يا رسول الله، إن أصحابك أرسلوا يقرءون عليك السلام ورحمة (الله وبركاته)(١) وإنهم قد خشوا أن يقتطعهم العدو دونك؛ فانْظُرْهُم. ففعل، فقلت: يا رسول الله، إنا أصبنا (٢) حمار وحش، وإن عندنا فاضلة. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: كلوا. وهم محرمون".
وفي لفظ: "كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالقاحة (٥) ومنا المحرم ومنا غير المحرم، فرأيت أصحابي يتراءون شيئًا، فنظرت فإذا حمار وحش -يعني: فوقع سوطه- فقالوا: لا نعينك عليه بشيء، إنا محرمون. فتناولته فأخذته، ثم أتيت الحمار من وراء أكمة (٦) فعقرته، فأتيت به أصحابي، فقال بعضهم: كلوا. وقال بعضهم: لا تأكلوا. فأتينا (٧) النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أمامنا، فسألته، فقال: كلوه حلالاً" (٨).
(١) من صحيح البخاري. (٢) في صحيح البخاري: اصَّدنا. (٣) صحيح البخاري (٤/ ٣٢ رقم ١٨٢٢). (٤) صحيح مسلم (٢/ ٨٥٣ رقم ١١٩٦/ ٥٩). (٥) القاحة: مدينة على ثلاث مراحل من المدينة قبل السقيا بنحو ميل. معجم البلدان (٤/ ٣٢٩). (٦) بفتحات: هي التل من حجر واحد. فتح الباري (٤/ ٣٤). (٧) في الصحيح: فأتيت. (٨) أي: أكلاً حلالاً، وفي رواية: "كلوه حلالاً" قال ابن حجر: كذا وقع بحذف المبتدأ، وبين ذلك أبو عوانة فقال: "كلوه فهو حلال" وفي رواية مسلم: "هو حلال فكلوه". فتح الباري (٤/ ٣٥). وإرشاد الساري (٣/ ٢٩٦). (٩) صحيح البخاري (٤/ ٣٣ رقم ١٨٢٣). (١٠) صحيح مسلم (٢/ ٨٥١ - ٨٥٢ رقم ١١٩٦/ ٥٦).