١ في رواية البخاري "٦٢٦٥" في الاستئذان: باب الأخذ باليد، من طريق أبي معمر، عن ابن مسعود –بعد أن ساق حديث التشهد- قال: وهو بين ظهر أنينا، فلما قبض، قلنا: السلام –يعني عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ الحافظ ١١/٥٦: هذه الزيادة ظاهرها أنهم كانوا يقولون: "السلام عليك أيها النبي" بكاف الخطاب في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم تركوا الخطاب، وذكروه بلفظ الغيبة، فصاروا يقولون: "السلام على النبي"، وأما قوله في آخره: يعني على النبي، فالقائل يعني هو البخاري وإلا فقد أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده ومصنفه عن أبي نعيم شيخ البخاري فيه، فقال في آخره: فلما قبض صلى الله عليه وسلم قلنا السلام على النبي. وقال الحافظ أيضاً ٢/٣١٤: وأخرجه أبو عوانة في صحيحه والسراج والجوزقي وأبو نعيم الأصبهاني والبيهقي من طرق متعددة إلى أبي نعيم شيخ البخاري فيه بلفظ: فلما قبض قلنا السلام على النبي بحذف لفظ يعني. قال السبكي في شرح المنهاج بعد أن ذكر هذه الرواية من عند أبي عوانة وحده: إن صح هذا عن الصحابة، دل على أن الخطاب في السلام بعد النبي صلى الله عليه وسلم غير واجب، فيقال: السلام على النبي. قلت القائل ابن حجر: قد صح بلا ريب، وقد وجدت له متابعاً قوياً: قال عبد الرزاق: أخبرنا ابن جريج، أخبرني عطاء أن الصحابة كانوا يقولون والنبي صلى الله عليه وسلم حي: السلام عليك أيها النبي، فلما مات، قالوا: السلام على النبي، وهذا إسناد صحيح. =