= وأخرجه الترمذي (٣٥٩٦) في الدعوات: باب في العفو والعاقبة، عن أبي كريب، عن أبي معاوية، عن عمر بن راشد، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبي هريرة، ولفظه. "المفردون: المستهترون في ذكر الله، يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون يوم القيامة خفافاً" وقال: حديث حسن غريب، مع أن عمر بن راشد متفق على ضعفه، وقد خالف علي بن المبارك سنداً ومتناً، وهذا ما دعا البيهقي إلى القول: إن الاسناد الأول أصح. والمفردون: بفتح الفاء وكسر الراء المشددة، قال النووي: هكذا نقله القاضي عن متقني شيوخهم، وذكر غيره أنه روي بتخفيفها وإسكان الفاء. وقال ابنُ الأثير: يقال: فرد برأيه وفرَّد وأفرد واستفرد، بمعنى: انفرد. وقيل: فرَّد الرجلُ إذا تفقه، واعتزل الناس، وخلا بمراعاة الأمر والنهي وقيل: المفردون: هم الهرمى الذي هلك أقرانهم من الناس، فبقوا يذكرون الله تعالى. ويهترون: يولعون، يقال. أهتر فلان بكذا واستهتر، فهو مهتر به، ومستهتر. أي مولع به لا يتحدث بغيره، ولا يفعل غيره انظر "النهاية"، و "شرح مسلم" ١٧/٤. (١) إسناده قوي، وأخرجه الحاكم ١/٥١٨ من طريق أبي النصر عمر بن محمد النصري عن حماد بن سلمة، به. وصححه ووافقه الذهبي. وأخرجه أحمد ٢/٣٧١ من طريق محمد بن الصباح، عن إسماعيل بن زكريا، عن سهيل، به. وقد تقدم برقم (٨٢٩) من طريق مالك بن أنس، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.