وذاك يريدُ من (لينينَ) رشدًا … يزخرف قولَه وهو الكذوبُ
دعوتهمو إلى أمرٍ سواءٍ … به الدنيا -إذا اتَّبعوا- تطيبُ
بلادُ الشامِ تسأل مَنْ أتاها … أحقًّا ذلك النبأُ الرهيبُ
أغيَّبتِ البقيعُ إمامَ علم … له العلماء إنْ حاروا يؤوبوا
بكتكَ دمشقُ والشهباءُ ثكلى … وأهل الدين جمعهمو كئيبُ
فيا لكِ فرحةً دامت قليلًا … دهانا بعدها أمرٌ مهيبُ
قلوبٌ بالمحبة طافحاتٌ … أراها اليوم أحبطها الشُحُوبُ
وخاف المسلمون بكل أرضٍ … أَنبعُ العلم حلَّ به النُّضُوبُ؟
بكتك الهندُ حَبْرًا لا يجارى … وقَوَّامًا إذا هجعتْ جُنوبُ
وصلى الجمعُ في استانبولَ غيبًا … كم اجتمعوا وأنت بهم خطيبُ!
قضيتَ العمرَ في تحصيل علم … ولم يوهِنْكَ ضعفٌ أو مشيبُ
أتيتَ ربوعَه والقحطُ بادٍ … ويعلو فيه للبُوم النَّعِيبُ (١)
غذوتَ له من العلماء رهطًا … تولَّوا زرعه فهو الخصيبُ
وكم من مِعضَلٍ ثابرتَ فيه … ولم تعيا فأنتَ له دؤوبُ
كشفتَ غموضَه وأبنتَ فيه … فوائدَ لم يلاحظها الأريبُ
أفي مرضٍ وقد دَنتِ المنايا … تُنقّي عن كتابِكَ ما يعيبُ (٢)
إذا أَسَرَتكَ أوجاعٌ ثِقالٌ … فذهنُكَ في مسائِلِهِ يجوبُ
أيا أرضَ البقيعِ سُقيتِ غيثًا … به يخضرُّ تُربك والسُّهوبُ (٣)
لقد أودعتُ فيكِ أبي وحِبِّي … ومَنْ ذكراه في قلبي لَهيبُ
وددتُ فداءَه نفسي ومالي … ولو أنِّي قضيتُ ولا يغيبُ
(١) النعيب: الصياح.
(٢) يريد تنقيحه في كتاب "الرسول المعلّم ﷺ "قبل دخوله المستشفى بيوم.
(٣) السُّهُوب: الأراضي الواسعة.