سمع معه على محمد بن أيوب (١) وأقرانه بالرَّي. قال الحاكم: فلم يقتصر على ذلك، وعرض عليَّ من حديثه المناكيرَ الكثيرة، وروايته عن قوم لا يُعرفون مثل: أبي العَكُّوك والحجازي وأحمد بن عمر الزَّنْجاني.
فدخلت يومًا على أبي محمد عبد الله بن أحمد الثقفي المزكِّي، فعرض علي حديثًا عنه بإسنادٍ مظلم عن الحجاج بن يوسف، قال: سمعت سَمُرة بن جندب ﵁ رفعه: "من أراد الله به خيرًا فَقَّهه في الدين" فقلت: هذا باطلٌ، وإنما تقرب به إليك أبو بكر الشافعي لأنك من ولد الحجّاج!
قال: ثم اجتمع بي فقال: جئت لأعرض عليك حديثي، فقلت: دع أولًا أبا العَكُّوك وأحمد بن عمر، فعندي أن الله لم يخلُقْهما بعد، فقال: الله الله فِيَّ، فإنهما رأسُ المال، فقلت: أَخْرِج لي أصلك، وفارقني على هذا، فكأني قلت له: زد فيما ابتدأتَ به، فإنه زاد عليه.
قال الحاكم: جاءنا نعيُه سنة خمس وخمسين وثلاث مئة.
وأورد له ابن الجوزي حديثًا عن أحمد بن عمر بن عبيد الزنجاني متنُه:"ثلاث يزِدْن في البَصَر: الخُضْرة والماء والوجهُ الحَسَن".
قال ابن الجوزي: وأظن أنه اختلق اسمَ شيخه.
٦٣٨٩ - محمد بن أحمد بن سهل، أبو غالب بن بِشْران، اللغويُّ الأديبُ العلامة، ويعرف بابن الخالة، له رياسة وجلالة.
(١) هو البجلي، المعروف بابن الضُّرَيس، ترجمته في "سير أعلام النبلاء" ١٣: ٤٤٩. ٦٣٨٩ - الميزان ٣: ٤٥٩، سؤالات السلفي لخميس الحوزي ٥٨، المنتظم ٨: ٢٥٩، معجم الأدباء ٥: ٢٣٥٠، تكملة الإكمال ٢: ٣٩٧ و ٣: ٤٧١، الكامل لابن الأثير ١٠: ٦٢، إنباه الرواة ٣: ٤٤، السير ١٨: ٢٣٥، العبر ٣: ٢٥٢، الوافي بالوفيات ٢: ٨٢، الجواهر المضية ٣: ٣٠، بغية الوعاة ١: ٢٦، شذرات الذهب ٣: ٣١٠.