وَقَال عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبي حاتم (٤) ، عن مُحَمَّد بْن عبد الرحمن الهروي: قدمت مَكَّة سنة ثمان وتسعين ومئة: ومَاتَ ابْن عُيَيْنَة فِي أول السنة، قبل قدومنا بسبعة أشهر، فسألت عَنْ أَصْحَاب ابْن عُيَيْنَة، فذكر لي الحميدي، فكتبت حَدِيث ابْن عُيَيْنَة عَنْهُ.
وَقَال يعقوب بْن سُفْيَان (٥) ، عَنِ الحميدي: كنت بمصر، وكَانَ لسَعِيد بْن مَنْصُور حلقة فِي مَسْجِد مصر، ويجتمع إِلَيْهِ أَهل خراسان، وأهل العراق، فجلست إليهم، فذكروا شيخنا لسفيان، فَقَالُوا: كم يَكُون حَدِيثه؟ فَقُلْتُ: كَذَا وكذا، فسبح (٦) سَعِيد بْن مَنْصُور وأنكر ذَلِكَ، وأنكر ابْن ديسم، وكَانَ إنكار ابْن ديسم أشد عَلَيَّ، فأقبلت عَلَى سَعِيد، فَقُلْتُ: كم تحفظ عَنْ سُفْيَان، عَنْهُ؟ فذكر نَحْو النصف مما قلت، أقبلت عَلَى ابْن ديسم، فَقُلْتُ: كم تحفظ عَنْ سُفْيَان عَنْهُ؟ فذكر زيادة عَلَى مَا قال سَعِيد نَحْو الثلثين مِمَّا قُلْت أنا، فَقُلْتُ لسَعِيد: تحفظ مَا كتبت عَنْ سُفْيَان، عَنْهُ؟ فَقَالَ: نعم. قلت: فعد. قال: ثم قلت لابن ديسم:
(١) تاريخ البخاري الكبير: ٥ / الترجمة ٢٧٦. (٢) جاء في حواشي النسخ من تعقبات المصنف على الكمال قوله: كان فيه: وَقَال جعفر بْن عَبد اللَّهِ بْن جعفر: حَدَّثَنَا الحميدي. وهو وهم. (٣) المعرفة والتاريخ: ٣ / ١٨٤. (٤) الجرح والتعديل: ٥ / الترجمة ٢٦٤. (٥) المعرفة والتاريخ: ٢ / ١٧٩. (٦) في المعرفة"فشنج"مصحف.