عفيف الدين أبا الربيع سُلَيْمان بن علي التلمساني (١)(٦٩٠ ٦١٠) .
وكان العفيف هذا من غلاة الاتحادية القائلين بوحدة الوجود (٢) على قاعدة ابن عربي، ونسبه جماعة إلى رقة الدين، وتعاطي المحرمات (٣) ، فلما تبين للمزي انحلال العفيف واتحاده، تبرأ منه، وحط عليه (٤) .
ولعل مفارقته للعفيف التلمساني واضرابه كانت نتيجة تأثره بالإمام تقي الدين ابن تيمية الذي أعجب به المزي أيما إعجاب، فكان أكثر رفاقه صلة ومحبة بالشيخ الإمام (٥) .
وكانت شخصية الإمام ابن تيمية قد اكتملت في نهاية القرن السابع الهجري، فأصبح مجتهدا له آراؤه الخاصة التي تقوم في أصلها على اتباع آثار السلف، ونتقية الدين من الخرافات، والمعتقدات الطارئة عليه، وابتدأ منذ سنة ٦٩٨ يدخل في خصومات عقائدية حادة مع علماء عصره المخالفين له (٦) ، ويقيم الحدود بنفسه (٧) ، ويحارب المشعوذين (٨) ، ويمنع من تقديم النذور لغير الله (٩) ، ويريق الخمور (١٠) ، ونحو ذلك من الأمر بالمعروف والنهي عَنِ المنكر.
وظهرت شخصية الإمام ابن تيمية السياسية في الحرب الغازانية سنة (٦٩٩) بعد هزيمة الجيوش المِصْرِية والشامية أمام غزو غازان سلطان المغول في موقعة الخزندار، فقد قابل ابن تيمية غازان وكلمه