• وذهب عمر وابنه (١)، وعروة إلى أنه يحل له ما عدا النساء والطِّيب، وهو مذهب مالك، وزاد: والصيد.
والأثر صحيح عن عمر، وقد بلغ عائشة قول عمر، فردت ذلك بقولها: طيبت رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لحله قبل أن يطوف بالبيت.
والصحيح هو القول الأول، والله أعلم. (٢)
[مسألة [٢١٩]: المبيت بمنى أيام التشريق.]
السُّنَّةُ لمن أفاض يوم النحر أن يرجع إلى منى؛ لما روى ابن عمر -رضي الله عنهما-، أنَّ النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أفاض يوم النحر، فصلَّى الظهر بمنى. متفق عليه. (٣)
• واختلف أهل العلم في حكم المبيت بمنى ليالي أيام التشريق:
فذهب أكثر أهل العلم إلى وجوب المبيت بها، وهو قول عروة، والنخعي، ومجاهد، وعطاء، ومالك، والشافعي، وأحمد في رواية.
واستدلوا بحديث ابن عمر -رضي الله عنهما- في «الصحيحين»(٤) أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أذن للعباس بن عبد المطلب أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته، وبحديث
(١) أثر عمر -رضي الله عنه- أخرجه البيهقي (٥/ ١٣٥) بإسناد صحيح، وأثر ابن عمر -رضي الله عنهما- أخرجه ابن أبي شيبة (٤/ ٣٢١)، وفي إسناده: أشعث بن سوار الكندي، وهو ضعيف. (٢) وانظر: «المغني» (٥/ ٣١٠ - )، «ابن أبي شيبة» (٤/ ٣٢٠ - )، «سنن البيهقي» (٥/ ١٣٥). (٣) أخرجه البخاري برقم (١٧٣٢)، ومسلم برقم (١٣٠٨)، واللفظ لمسلم. (٤) سيأتي تخريجه في «البلوغ» رقم (٧٥٣).