للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفرع بمعنى: ما ينبت حول الأصل ويكون بصفته.

فيقال: الفرع ينبت حوله الغصن.

ويقال: بنو هاشم ولدهم أشرف.

ويقال: فروع الدوحة ظلها أورف (١).

الفروع في القرآن الكريم:

١. الفروع ويقصد به العلو والارتفاع: قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (٢٤)[سورة إبراهيم: ٢٤]. شبه نفس القرآن بالشجرة المباركة لثبات أصلها، وتشعب فروعها، وهو أعلاها في "السماء"، يقول: مرتفع علُوًّا نحوَ السماء (٢).

٢. قوله تعالى: ﴿تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (٢٠)[سورة القمر: ٢٠] وواحد الأعجاز عجز، مثل عضد وأعضاد، وإنما قال: "أعجاز نخل" وهي أصولها التي قطعت فروعها؛ لأن الريح كانت تبين رؤوسهم من أجسادهم، فتبقي أجسادهم بلا رؤوس (٣).

٣. الفروع ويقصد به التفريع والمنازل: قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ (٢٩)[سورة الرعد: ٢٩]. "طُوبَى" شجرة في الجنة، ليس منها دار إلا وفيها غصن منها، ولا طير حسن إلا هو فيها، ولا ثمرة إلا هي منها، وقد قيل: إن أصلها في قصر النبي في الجنة، ثم تنقسم فروعها على منازل أهل الجنة، كما انتشر منه العلم والإيمان على جميع أهل الدنيا (٤).


(١) أساس البلاغة، مادة "فرع" (٢/ ١٩).
(٢) فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (١١/ ٩٦)، روح المعاني (١٨/ ١٧٠).
(٣) إيجاز البيان عن معاني القرآن (٢/ ٧٨٠)، تفسير الطبري (١٦/ ٥٦٧).
(٤) درج الدرر في تفسير الآي والسور (٣/ ١٠٢٧)، تفسير القرطبي (٩/ ٣١٦)، الهداية الى بلوغ النهاية (٥/ ٣٧٣٦).

<<  <   >  >>