للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثالث: الكلام في البناء.]

نوع البناء: يظهر من نص البهوتي أن البناء لم يكن بلفظ صريح في المسألة المبنية.

الجامع بين المسألتين: جمع البهوتي بين المسألة المبني عليها والمسألة المبنية بكاف التشبيه والصفة المشتركة بين الأمة الجميلة والأمرد، وهو الافتتان بهما، ثم صرح بالعلة حيث قال: "لوجود العلة في تحريم النظر وهو الخوف من الفتنة، والفتنة يستوي فيها الحرة والأمة والذكر والأنثى" (١).

من صرح بالبناء من الحنابلة: إنَّ هذه المسألة المبنية لم يتفرد بها البهوتي إنما وقفت عليها عند أبي الخطاب حيث قال: "ويحرم النظر إلى الأمرد مع الشهوة، ويباح مع عدمها، فإن خاف ثوران الشهوة احتمل وجهين" (٢).

صيغة ورود البناء عند فقهاء الحنابلة:

الصريحة:

(على وجهين) (٣).

غير الصريحة:

(كاف التشبيه) (٤) مثل قولهم: (حرم النظر إليها، كالغلام الأمرد الذي تخشى الفتنة بنظره)، (حرم النظر إليها كما يحرم إلى الغلام الذي تخشى الفتنة بالنظر إليه).

(وجهان) (٥)، (فوجهان) (٦).

منهج البهوتي في البناء: استخدم البهوتي البناء غير الصريح باستخدام أساليب البلاغة والبيان في هذا البناء كاستخدام حرف التشبيه الكاف، ومن المعلوم أن التشبيه هو ما يقع بين شيئين واشتراك المشبه بالمشبه به في المعنى أو صفة من الأوصاف (٧).


(١) كشاف القناع (٥/ ١٢).
(٢) الهداية (ص: ٣٨٢).
(٣) الفروع (٥/ ١١١)، الفروع وتصحيح الفروع (٨/ ١٨٨)، الإنصاف (٨/ ٢٩).
(٤) الإقناع (٣/ ١٥٨)، كشاف القناع (٥/ ١٢)، الشرح الكبير على المقنع (٢٠/ ٦٧)، المغني (٧/ ١٠٣)، مطالب أولي النهى (٥/ ١٣).
(٥) الفروع (٥/ ١١١).
(٦) الفروع وتصحيح الفروع (٨/ ١٨٨).
(٧) المنهاج الواضح للبلاغة (٥/ ١٢)، شرح نهج البلاغة (٥/ ٦٠)، علم البيان (ص: ٦٢)، نقد الشعر (ص: ٣٧)، المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، ت الحوفي (٢/ ١٢١).

<<  <   >  >>