للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثالث: الكلام في البناء]

نوع البناء: يظهر من نص البهوتي أنَّ البناء لم يكن بلفظ صريح في المسألة المبنية.

الجامع بين المسألتين: جمع البهوتي بين المسألة المبني عليها والمسألة المبنية بالتشبيه والاشتراك في حالة الجهل، فمن ادعى الجهل بخيار العيب يثبت له الفسخ، ومن جهل بعدم معرفته للحكم يعذر إذا كان مثله يجهل.

من صرح بالبناء من الحنابلة: تفرد البهوتي بهذا البناء بقوله: "فإن ادَّعى الجهلَ بالخيار، ومثله يجهله) كعامِّيٍّ لا يخالط الفقهاء كثيرًا" (١).

صيغة ورود البناء عند فقهاء الحنابلة:

غير الصريحة:

- واو العطف: (ومثله) (٢).

- المثل: (مثله) (٣).

- كاف التشبيه (كعامِّيٍّ لا يخالط الفقهاء كثيرًا) (٤).

منهج البهوتي في البناء: استخدم البهوتي البناء غير الصريح باستخدام كاف التشبيه، وربط بين المسألتين بعلة مشتركة، كان لها تأثير في ترتيب الحكم في كلٍّ منهما. مع ذكره للقول الثاني في المسألة المبني عليها مما وضح الخلاف في المسألة، وهذا يدل على أمرين: عدم تعصبه لشيخه، والأمانة العلمية في النقل والتوضيح.

قول الأصوليين في كاف التشبيه والمثل وواو العطف: تقدم سابقًا قول الأصوليين في كاف التشبيه والمثل وواو العطف (٥)، وارتباط المسألة المبني عليها والمبنية من حيث العلة، وما يترتب عليه الحكم بناء على ذلك.

موافقة البناء للمذهب: نعم، البناء موافق للمذهب (٦)، لأنه القول الأظهر في المذهب كما بينه الحجاوي، حيث قال: "كعامِّيٍّ لا يخالط الفقهاء كثيرًا (فالأظهر ثبوت الفسخ؛ قاله الشيخ) " (٧).


(١) كشاف القناع (٥/ ١١٢).
(٢) ينظر: الإقناع (٣/ ٢٠٠)، الروض الندي شرح كافي المبتدي (ص ٣٦٤)، شرح زاد المستقنع - حمد الحمد (٢٠/ ٨٢).
(٣) ينظر: الإقناع (٣/ ٢٠٠)، الروض الندي شرح كافي المبتدي (ص ٣٦٤)، شرح زاد المستقنع - حمد الحمد (٢٠/ ٨٢).
(٤) كشاف القناع (٥/ ١١٢).
(٥) ينظر: ص ٢٩١، ص ٢٨٣، ص ٢١٦.
(٦) ينظر: الإقناع (٣/ ٢٠٠).
(٧) ينظر: كشاف القناع (٥/ ١١٢).

<<  <   >  >>