للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانيًا: مفهوم الأصول لغة واصطلاحًا:

الأصول لغة: الأصول جمع أصل، وقيل جمع آصال (١).

وعرفه ابن فارس: " الهمزة والصاد واللام، ثلاثة أصول متباعد بعضها من بعض، أحدها: أساس الشيء، والثاني: الحية، والثالث: ما كان من النهار بعد العشي" (٢).

ويطلق الأصل عند أهل اللغة على معاني كثيرة، من أهمها:

١. (أصل الشيء بمعنى أساسه) فتقول العرب: "لا أصل له، ولا فصل له": إن الأصل الحسب، والفصل اللسان، فأصل الشَّيْء مَا كَانَ عَلَيْهِ معتمده، وَحَقِيقَة أصل الشَّيْء مَا بُدئ مِنْهُ، فيُقَال: إِن أصل الْإِنْسَان التُّرَاب، وأصل هَذَا الْحَائِط حجر وَاحِد؛ لِأَنَّهُ بُدئ فِي بُنْيَانه بِالْحجرِ والآجر (٣).

٢. (أصل الشيء بمعنى أسفله) فيقال: اسْتَأْصَلَ اللَّه بَنِي فُلَانٍ إِذا لَمْ يَدَعْ لَهُمْ أَصْلاً. واسْتَأْصَلَهُ أَي قَلَعه مِنْ أَصله. وَفِي حَدِيثِ الأُضحية: أَنه نَهَى عَنِ المُسْتَأْصَلَة؛ هِيَ الَّتِي أُخِذ قَرْنُها مِنْ أَصله (٤).

٣. (أصل الشيء بمعنى نشوئه) فيقال الأساس الَّذِي يقوم عَلَيْهِ، ومنشؤه الَّذِي ينْبت مِنْهُ (٥)، فيقال: أصل النخلة النواة؛ لأن النخلة إنما تنشأ من النواة. وكذلك أصل الإنسان النطفة؛ لأن الإنسان أصل نشأته النطفة (٦).

٤. (الأصل من معنى الوصل) فقد بين ذلك الطوفي (٧) من حيث اشْتِقَاقُهُ اللُّغَوِيُّ، فقال: إنه من الوصل ضد القطع، وإن همزته منقلبة عن واو، لما في الأصل من معنى الوصل، وهو اتصال فروعه، كاتصال الغصن بالشجرة حسًّا، والولد بوالده نسبًا وحكمًا، والحكم الشرعي بدليله عقلاً (٨).


(١) ينظر: لسان العرب، مادة "أصل" (١١/ ١٦).
(٢) مقاييس اللغة، مادة "أصل" (١/ ١٠٩).
(٣) ينظر: مقاييس اللغة، مادة "أصل" (١/ ١٠٩)، الفروق اللغوية، للعسكري (ص: ١٦٢).
(٤) لسان العرب، مادة "أصل" (١١/ ١٦)، تهذيب اللغة، مادة "أصل" (١٢/ ١٦٨)، المحيط في اللغة، مادة "أصل" (٨/ ١٨٧).
(٥) المعجم الوسيط، مادة "أصل" (١/ ٢٠).
(٦) ينظر رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (١/ ١٥١)، شرح مختصر أصول الفقه، للجراعي (١/ ٥٢).
(٧) هو: سليمان بن عبد القوي الطوفي الصرصري، أبو الربيع، فقيه حنبلي، من مصنفاته: "بغية السائل في أمهات المسائل" في أصول الدين، و"الإكسير في قواعد التفسير - خ" في دار الكتب، و"الرياض النواضر في الأشباه والنظائر"، و"معراج الوصول" في أصول الفقه، و"الذريعة إلى معرفة أسرار الشريعة"، و"تحفة أهل الأدب في معرفة لسان العرب"، و"الإشارات الإلهية والمباحث الأصولية" و"العذاب الواصب على أرواح النواصب". وتوفي في بلد الخليل (بفلسطين). ينظر: الأعلام، للزركلي (٣/ ١٢٨ - ١٢٧).
(٨) شرح مختصر الروضة (١/ ١٢٣).

<<  <   >  >>