للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الرابع: الكلام في البناء.]

نوع البناء: يظهر من نص البهوتي أنَّ البناء لم يكن بلفظ صريح في المسألة المبنية.

الجامع بين المسائل: المتأمل للمسائل السابقة يجد أن الشيخ البهوتي قد ربط ورتب الأحكام على العلة المشتركة بين المسألتين المبنية والمبني عليها، وهو عدم تأثر التعليق في النكاح بالشروط الحاضرة والماضية أو بالمشيئة لقوله: "لأن ذلك ليس بتعليق حقيقة إذ الماضي والحاضر لا يقبله (وكذا تعليقه بمشيئة الله) " (١)، أو تعليقه بالممات لقوله: "ولا أثر لهذا التوقيت لأنه مقتضى العقد" (٢)؛ لأنه لا تأثير لهذا التعليق على صحة انعقاد العقد في كل منهم، ومما يدل على هذا البناء الأساليب اللغوية المستخدمة من عطف وتشبيه، هذا والله أعلم.

من صرح بالبناء من الحنابلة: إن المسألتين المبنيتين لم يتفرد بهما الحجاوي ولا البهوتي، إنما هما منقولتان عن ابن تيمية (٣) وابن مفلح (٤) جميعًا-، ولكن البهوتي ربط بينهما بالعلة المشتركة فيهما، وهي عدم تأثير تعليق النكاح بالشروط الحاضرة والماضية وبالمشيئة وإلى الممات.

صيغة ورود البناء عند فقهاء الحنابلة:

غير الصريحة:

- وكذا (وكذا تعليقه بمشيئة الله) (٥).

- واو العطف (وتقدم ذكر … ويصح) (٦).

- كاف التشبيه في (كما) لو قال الولي (زوجت) إن شاء الله (٧).

منهج البهوتي في البناء: ربط البهوتي بين المسائل بأساليب متعددة: تارة بكاف التشبيه، وتارة بواو العطف، وتارة بالتمثيل بقوله (كذا)، ثم يعرج إلى ذكر العلة بين تلك المسائل ببيان سبب التعليل، وأنه لا تأثير لهذه الحالات على مقتضى عقد النكاح، وقد بينت ذلك في دراسة المسائل، هذا والله أعلم.

قول الأصوليين في كاف التشبيه والعطف بواو العطف و (كذا):


(١) كشاف القناع (٥/ ٤٠).
(٢) كشاف القناع (٥/ ٩٨).
(٣) المستدرك على مجموع الفتاوى (٤/ ١٤٦).
(٤) المبدع في شرح المقنع (٦/ ١٥٥).
(٥) الإقناع (٣/ ١٦٨)، كشاف القناع (٥/ ٤٠).
(٦) الإقناع (٣/ ١٩٣)، كشاف القناع (٥/ ٩٨).
(٧) مطالب أولي النهى (٥/ ١٢٩).

<<  <   >  >>