للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني: النظر بشهوة للميتة أو الصغيرة التي لا توطأ، وفيه ثلاثة مطالب:

[المطلب الأول: المسألة المبني عليها: هل يثبت التحريم بوطء الميتة أو الصغيرة التي لا توطأ؟]

تمهيد:

من حرص الشريعة وعنايتها اهتمامها بأدق المسائل التي لها تأثير التحريم، وما يترتب على ذلك من أحكام، وفي هذا المبحث سنتطرق لبعض الفروع الدقيقة، كالنظر بشهوة للميتة أو الصغيرة التي لا توطأ.

نص البناء:

قال المصنف : [(ولا يثبت) التحريم بالوطء (إن كانت) الموطوءة (ميتة أو صغيرة لا يوطأ مثلها) لأنه ليس بسبب للبعضية أشبه النظر] (١).

دراسة البناء:

اختلف فقهاء الحنابلة في مسألة هل يثبت التحريم بالوطء للميتة أو الصغيرة التي لا يوطأ مثلها على قولين:

القول الأول: لا يثبت التحريم بذلك الوطء. والقائلون بذلك: ابن عبدوس، والدجيلي، وابن رزين (٢).

القول الثاني: يثبت التحريم بالوطء للميتة أو الصغيرة التي لا توطأ مثلها. ومن القائلين بذلك: القاضي، وتقي الدين (٣).

سبب الاختلاف: الذي يظهر لي أنَّ سبب الاختلاف هو الأثر المترتب على وطء الميتة أو الصغيرة التي لا يوطأ مثلها، فمن رأى عدم التأثير قال لا يثبت التحريم بهذا الوطء، ومن رأى أن للوطء تأثيرًا رأى أنه يثبت التحريم.

الأدلة:

أدلة القول الأول: لا يثبت التحريم بذلك الوطء في الميتة ولا الصغيرة:

استدلوا على ذلك من المعقول:

• لأنه ليس بسبب للبعضية أشبه النظر (٤).

• أن التحريم معلق باستيفاء منفعة الوطء، والموت يبطل المنافع (٥).


(١) كشاف القناع (٥/ ٧٢).
(٢) الفروع وتصحيح الفروع (٨/ ٢٣٩)، الإنصاف (٨/ ١١٨).
(٣) الفروع وتصحيح الفروع (٨/ ٢٣٩).
(٤) كشاف القناع (٥/ ٧٢)، الكافي (٣/ ٢٩).
(٥) ينظر: الشرح الكبير (٧/ ٤٧٩)، المبدع في شرح المقنع (٦/ ١٣٠)، الشرح الكبير (٧/ ٤٧٩).

<<  <   >  >>