نوع البناء: يظهر من نص البهوتي ﵀ أن البناء لم يكن بلفظ صريح في المسألة المبنية.
الجامع بين المسألتين: الناظر للمسألة المبنية والمسألة المبني عليها يجد أن الجامع بينهما أن كلاً من (نظر الشاهد للمشهود عليها) و (نظر المعامل في البيع والإجارة للمتعاملة) هو نظر العامل والشاهد لوجه المشهود عليها وللمتعاملة ليعرفها بعينها، وقيد المرداوي النظر في المسألتين بالحاجة، فقال:"إباحة نظر هؤلاء مقيد بحاجتهما"(١).
من صرح بالبناء من الحنابلة: لم يتفرد البهوتي أو الحجاوي - رحمهما الله- بالمسألة المبنية، وإنما ذكرها القاضي أبو يعلى، وهي رواية منقولة عن حرب (٢) ومحمد بن أبي حرب الجرجاني (٣) في البيع: تأتيه المرأة فينظر في كفها ووجهها … فظاهر هذا أن الكفين ليسا بعورة عنده، لأنهما لو كانا عورة لم يبح النظر إليهما، وإن كانت عجوزًا (٤).
صيغة ورود البناء عند فقهاء الحنابلة:
صريحة:
(هذ أحد الوجهين)(٥).
غير الصريحة:
(وكذا)(٦).
(وكذلك)(٧).
(١) الإنصاف (٢٠/ ٤٤). (٢) هو: أبو محمد حرب بن إسماعيل بن خلف الكرماني، وهو صاحب الإمام أحمد، حافظ نبيل ثقة. نقل عن أحمد مسائل كثيرة. وله مؤلفات في الفقه منها: كتاب "السنة والجماعة". وتوفي سنة ٢٨٠ هـ. ينظر: طبقات الحنابلة (١/ ١٤٦)، تسهيل السابلة لمريد معرفة الحنابلة (١/ ٢٢٧). (٣) هو: ابن أبي حرب الفضل بن أحمد بن محمد الجرجاني، الشيخ الثقة، العابد، حدث عن: حمزة المهلبي، وابن محمش، وأبي عبد الرحمن السلمي، ويحيى المزكي، وعبد الرحمن بن محمد السراج، وغيرهم، وعنه: أحمد بن سعد العجلي، وإسماعيل بن السمرقندي، وأبو عثمان العصائدي، توفي ٤٨٨ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء (١٩/ ٤٠ - ٤١). (٤) المسائل الفقهية من كتاب الروايتين والوجهين (٢/ ٧٩). (٥) الإنصاف (٢٠/ ٤٣). (٦) ينظر: الإقناع (٣/ ١٥٨)، الفروع (٥/ ١٠٩)، كشاف القناع (٥/ ١٣)، شرح منتهى الإرادات (٢/ ٦٢٥)، مختصر الإفادات في ربع العبادات والآداب وزيادات (ص: ٤٠٥)، مطالب أولي النهى (٥/ ١٤). (٧) الشرح الكبير على المقنع (٢٠/ ٤٣).