للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦. الأصل هو: ما يتفرع عنه غيره، وهو قول الآمدي (١)، حيث قال: يطلق الأصل على ما يتفرع عليه غيره، وعلى ما يعرف بنفسه، وإن لم يبن عليه غيره (٢).

المعنى الاصطلاحي للأصل عند الأصوليين:

المعنى الاصطلاحي عند الأصوليين يكون بعدة إطلاقات، حيث بين ذلك الزركشي (٣)، وهي:

• الإطلاق الأول: الدليل من الكتاب والسنة، ومثال ذلك دليل وجوب الصلاة والزكاة قوله تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ [سورة البقرة: ٤٣].

• الإطلاق الثاني: الرجحان، كقولهم: "الأصل في الكلام الحقيقة"، أي: الراجح عند السامع هو المعنى الحقيقي، دون المعنى المجازي.

• الإطلاق الثالث: الصورة المقيس عليها، كقولهم: الحنطة أصل يقاس عليه الأرز في تحريم (٤).

• الإطلاق الرابع: القاعدة المستمرة، ومثال ذلك قولهم: "تحمل العاقلة للدية خلاف الأصل"، و"الأصل أن النص مقدم على الظاهر"، و"الأصل: أن العموم يعمل بعمومه حتى يرد ما يخصصه" (٥).

• الإطلاق الخامس: التعبد، كقولهم إيجاب الطهارة بخروج الخارج على خلاف الأصل (٦).

• الإطلاق السادس: الغالب في الشرع (٧).


(١) هو: علي بن محمد بن عبد الرحمن، أبو الحسن البغدادي الحنبلي. أحد الأئمة الكبار، تفقه على القاضي أبي يعلى، وسمع من أبي القاسم بن بشران، وأبي الحسين ابن الحراني، وأبي علي بن المذهب، توفي سنة ٤٧٠ هـ. ينظر: تاريخ الإسلام (١٠/ ٣٠٦)، طبقات الحنابلة (٢/ ٢٣٤)، الأعلام، للزركلي (٤/ ٣٢٨).
(٢) البحر المحيط (٧/ ٩٦).
(٣) هو: أبو عبد الله بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي الشافعي، تركي الأصل، مصري المولد، وأخذ عن الشيخين جمال الدين الإسنوي، وسراج الدين البلقيني، وكان فقيهًا أصوليًّا مفسرًا أديبًا، وله عدة تصانيف، منها: "البرهان في علوم القرآن"، و"سلاسل الذهب". توفي عام (٧٩٤ هـ). ينظر: طبقات المفسرين، للداوودي (٢/ ١٦٢)، وشذرات الذهب في أخبار من ذهب (٨/ ٥٧٣)، والفتح المبين في طبقات الأصوليين (٢/ ٢٠٩).
(٤) شرح تنقيح الفصول (ص: ١٦).
(٥) البحر المحيط (١/ ٢٦)، نهاية السول شرح منهاج الوصول (ص: ٨)، شرح مختصر أصول الفقه، للجراعي (١/ ٥٦).
(٦) البحر المحيط (١/ ٢٧).
(٧) المرجع السابق.

<<  <   >  >>