وبعد النظر في كتب الأصوليين وجدت أن تعريف الأصل في اللغة مغاير لما ذكره أهل اللغة في تعاريفهم، وهي كالآتي:
١. الأصل هو: ما يبتني عليه غيره (١)، وقال أبو الحسين البصري (٢)﵀: "فَأَما قَوْلنَا أصُول فَإِنَّهُ يُفِيد فِي اللُّغَة مَا يبتني عَلَيْهِ غَيره وَيتَفَرَّع عَلَيْهِ"(٣).
٢. الأصل هو: ما منه الشيء (٤)، وقال القرافي ﵀:"فأصل الشيء ما منه الشيء لغة"(٥).
٣. الأصل هو: المحتاج إليه (٦).
٤. الأصل هو: ما يستند ذلك الشيء إليه، وهو ما ذهب إليه الآمدي (٧)﵀(٨).
٥. الأصل هو: أصل الشيء ما تعلق به وعرف منه، وهو قول أبي يعلى (٩)﵀(١٠).
(١) المعتمد (١/ ٥)، كشف الأسرار (٣/ ٣٠١)، بذل النظر في الأصول (ص: ٨). (٢) هو: محمد بن علي الطيب، أبو الحسين، البصري من كتبه: "المعتمد في أصول الفقه - ط"، و"تصفح الأدلة"، و"غرر الأدلة"، و"شرح الأصول الخمسة" كلها في الأصول وغيرها، توفي ٤٣٦ هـ. ينظر: الأعلام، للزركلي (٦/ ٢٧٥ - ١٧٦)، إخبار العلماء بأخبار الحكماء (ص: ٢٢٢). (٣) المعتمد (١/ ٥). (٤) نهاية الوصول في دراية الأصول (١/ ٢١)، المهذب في علم أصول الفقه المقارن (١/ ١١). (٥) شرح تنقيح الفصول (ص: ١٥). (٦) الإبهاج في شرح المنهاج (٢/ ٧١)، شرح مختصر الروضة (١/ ١٢٥). (٧) هو: سيف الدين أبو الحسن علي بن أبي علي بن محمد بن سالم التغلبي الآمدي الأصولي المتكلم الشافعي، وكان أولاً حنبليًّا فتشفع واشتغل على ابن فضلان وغيره، ودخل مصر وتصدر للإقراء، ثم وقع التعصب عليه، فخرج من القاهرة مستخفيًا وقدم إلى حماة ثم إلى دمشق، ودرس بالمدرسة العزيزية ومصنفاته فوق العشرين، منها: "الأحكام في أصول الفقه"، و"المحصول"، و"أبكار الأفكار" في الكلام، و"المنتهى"، و"منائح القرائح"، وغير ذلك، ومؤلفاته كلها في غاية التنقيح والتحرير. توفي سنة ٦٣١ هـ. ينظر: سلم الوصول إلى طبقات الفحول (٢/ ٣٤٦)، طبقات الشافعية الكبرى، للسبكي (٨/ ٣٠٦)، الأعلام، للزركلي (٤/ ٣٣٢). () الإحكام في أصول الأحكام، للآمدي (١/ ٤٧). (٨) ينظر البحر المحيط (١/ ٢٤)، المهذب في علم أصول الفقه المقارن (١/ ١٢). (٩) هو: القاضي أبو يعلى، محمد بن الحسين بن محمد الفراء الحنبلي، مجتهد المذهب، وإذا أطلق «القاضي» في المذهب فهو المراد به، كان له القدم الرفيع والباع الطويل في كثير من الفنون، في الأصول والفروع، كان عالمًا بالقرآن وعلومه، ولي القضاء، وكان ذا عبادة وتهجد. من مصنفاته: "أحكام القرآن"، و"عيون المسائل"، و"العدة في أصول الفقه"، وغيرها. توفي سنة ٤٥٨ هـ. ينظر: تاريخ بغداد (٢/ ٢٥٦)، طبقات الحنابلة (١/ ١٩٣)، هدية العارفين (٢/ ٧٢)، الأعلام (٦/ ٩٩). (١٠) العدة في أصول الفقه (١/ ٧٠).