للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عرفه ابن قدامة (١) بأنه: حمل فرع على أصل في حكم بجامع بينهما (٢).

عرفه الزركشي بأنه: إلحاق فرع بأصل في حكمه (٣).

ومن تعريفات المذهب الثاني (٤) القائلين بأن القياس دليلٌ بذاته:

عرفه الآمدي بقوله: عبارة عن الاستواء بين الفرع والأصل في العلة المستنبطة من حكم الأصل (٥).

وعرفه ابن الحاجب (٦) بقوله: مُسَاوَاةُ فَرْعٍ لِأَصْلٍ فِي عِلَّةِ حُكْمِهِ (٧).

ويمكن أن يقال: إن القياس لا يتحقق إلا بين أمرين: فعل المجتهد بالاجتهاد مبني على دليل معتبر، من الكتاب أو السُنَّة أو الإجماع، فهو طريق الحُكْم، وليس دليله.

فالقياس مُظْهِرٌ للحُكْم وليس مُثْبِتًا له، والمُثْبِت له هو دليل الأصل؛ حيث إن القياس يُظْهِر المساواة بين الفرع والأصل في عِلَّة الحُكْم، ودليل الأصل هو المُثْبِت للحُكْم، ولولا دليل الأصل لكان ذلك إثباتًا للشرع بالتحَكُّم (٨).

الخلاصة:

وبعد النظر في معاني القياس اللغوية والاصطلاحية لدى الأصوليين تبين أن التماثل والتشابه والتساوي يغلب على معاني القياس اللغوية، ويتبع تلك المعاني تعريفات المذهب الأول والثاني في اصطلاح الأصوليين، إذ إنها المساواة والتماثل بين الفرع والأصل لعلة جامعة في الغالب، وإلحاق وإثبات الحكم في الفرع تبعًا لأصله، والله أعلم (٩).


(١) هو: أبو محمد موفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي الحنبلي، من أكابر الحنابلة، تفقه حتى فاق أقرانه، وانتهى إليه معرفة المذهب وأصوله، قال ابن تيمية : "ما دخل الشام-بعد الأوزاعي- أفقه من الشيخ الموفق"، ومن مصنفاته: "المغني"، و"روضة الناظر"، و"لمعة الاعتقاد". توفي سنة: ٦٢٠ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء (٢٢/ ١٦٥ - ١٧٣)، والبداية والنهاية (١٧/ ١١٦ - ١٢٠)، وذيل طبقات الحنابلة (٣/ ٢٨١ - ٣١٥)، وشذرات الذهب (٧/ ١٥٥ - ١٦٣).
(٢) شرح مختصر الروضة (٣/ ٢١٨).
(٣) البحر المحيط (٧/ ٨٣).
(٤) يقصد به الآمدي وابن الحاجب، والكمال بن الهمام، والأنصاري، وابن عبد الشكور. ينظر: المهذب في علم أصول الفقه المقارن (ص: ١٨٢٦).
(٥) الإحكام في أصول الأحكام، للآمدي (٣/ ١٩٠)، نفائس الأصول في شرح المحصول (٧/ ٣٠٨١).
(٦) هو: محمود بن عبد الرحمن (أبي القاسم) ابن أحمد بن محمد، أبو الثناء، شمس الدين الأصفهاني، وأعجب به ابن تيمية. من كتبه: "البيان في شرح مختصر ابن الحاجب"، و"أصول وبيان معاني البديع" شرح البديع لابن الساعاتي في أصول الفقه، و"شرح مطالع الأنوار" للأرموي في المنطق، و"شرح كافية ابن الحاجب"، و"شرح منهاج البيضاوي". توفي سنة ٧٤٩ هـ. ينظر: الأعلام، للزركلي (٧/ ١٧٦).
(٧) بيان المختصر (٣/ ٥)، نهاية السول شرح منهاج الوصول (ص: ٣٠٣).
(٨) نفائس الأصول في شرح المحصول (٧/ ٣٠٥٤)، الاجتهاد في مناط الحكم الشرعي دراسة تأصيلية تطبيقية (ص: ٣٨٠).
(٩) ملاحظة: قد لخصت هذه النقطة في جدول مع تركيز المعلومة فيه، أدرجته في الملاحق نهاية البحث.

<<  <   >  >>