منهج البهوتي في البناء: رتب البهوتي ﵀ في هذا البناء عدة أمور:
أولاً: نقل المسألة من الإقناع، ووضع عليها العلة كما ذكرها ابن قدامة -رحمهما الله- بقوله:"لأنه يسوغ فيها الاجتهاد"(٣)، ثم قال في المسألة المبنية:"مما للاجتهاد فيه مساغ "(٤)، وهذا يدل على الأمانة العلمية ودقته ﵀ في نقل المسألة وأسبابها.
ثانيًا: يلحظ على منهجه ﵀ أنَّه يحيل المسألة لموضعها الأصلي في كتابه، فيقول:"على ما يأتي تفصيله في القضاء"(٥).
ثالثًا: توضيحه ﵀ لنقله بعض القواعد في الاجتهاد وطرقه بقوله: "مما للاجتهاد فيه مساغ، وليس فيه مخالفة قاطع"، فإنه بين ﵀ أن في هذه المسألة يسوغ الاجتهاد، لأنه ليس هناك مخالفة للنص، فإن خالف النص فنقول: لا اجتهاد مع النص، قد أجمع العلماء على أن الاجتهاد محله عند عدم النص وإذا خفيت النصوص، وصار الناس إلى الاستنباط، والقياس هذا محل الاجتهاد.
رابعًا: لو كان هناك نص في المسألة ينظر من حيث الصحة وعدمها، قال:"وهذا النص متأول، وفي صحته كلام، وقد عارضه ظواهر"(٦).
خامسًا: إن حكم الحاكم الذي يجتهد فيه لا يجوز نقضه، وهذا يتضح من الموافقة للمذهب في نقل البهوتي لكلام ابن قدامة.
قول الأصوليين في التخريج وكاف التشبيه وواو العطف:
تقدم سابقًا قول الأصوليين في التخريج وواو العطف وكاف التشبيه (٧)، وارتباط المسألة المبني عليها والمبنية من حيث العلة، وما يترتب عليه الحكم بناء على ذلك.