للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

دلت الآية على حل البيع، فتعامل الناس في معايشهم يقوم على استفادة كل واحد من الآخر بعمل، ولم يجعل لأحد منهم حقًا على آخر بغير عمل؛ وبهذأ أحل البيع، لأن فيه عوضًا يقابل عوضًا (١)، فينعقد بلفظي البيع والشراء.

٢ - قوله تعالى: ﴿وَذَرُوا الْبَيْعَ﴾ [سورة الجمعة: ٩].

وجه الاستدلال:

دلت الآية على ترك البيع والشراء صراحةً (٢)، ويفهم من الآية أن انعقاد البيع لا يكون إلا بلفظ البيع والشراء.

٣ - قوله تعالى: ﴿رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ (٣) وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ﴾ [سورة النور: ٣٧].

وجه الاستدلال:

دلت الآية على تخصيص لفظي الشراء والبيع، وأنها ملهية عن ذكر وقت الصلاة (٤).

ثانيًا: من السنة:

عن خزيمة بن ثابت (٥) قال: «إنه مر على النبي وقد اشترى فرسًا من أعرابي فجحده الأعرابي البيع، فقال: لم أبعك، فقال النبي : قد بعتني» (٦).

وجه الاستدلال:

دل الحديث على حدوث البيع بين النبي والأعرابي بلفظ البيع صراحة، وهو مبادلة مال بمال: الفرس من الأعرابي، والمال من النبي .


(١) ينظر: التفسير الميسر (١/ ٤٧)، فتح القدير (٢/ ٨١).
(٢) ينظر: التفسير القرآني للقرآن (٢/ ٦).
(٣) قال القرطبي في تفسير التجارة: فلمَ كرر ذكر البيع والتجارة تشمله؟ قيل له: أراد بالتجارة الشراء لقوله: "ولا بيع". تفسير القرطبي (١٢/ ٢٧٩).
(٤) ينظر: تفسير القرطبي (١٢/ ٢٧٩)، فتح القدير (٤/ ٤١)، تفسير ابن كثير (٦/ ٦٩)، تفسير النسفي (٢/ ٥٠٨).
(٥) هو: الصحابي جليل خزيمة بن ثابت ابن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة، الفقيه، حدث عنه: ابنه عمارة، وأبو عبد الله الجدلي، وعمرو بن ميمون الأودي، وإبراهيم بن سعد بن أبي وقاص؛ وجماعة، شهد بدرًا، وقتل بصفين سنة ٣٧ هـ. ينظر: الإصابة (٣/ ٢١٤)، سير أعلام النبلاء (٢/ ٤٨٥)، تهذيب التهذيب (١/ ٥٤١).
(٦) أخرجه الحاكم في "مستدركه" (٢/ ١٨) برقم: (٢٢٠٠) (كتاب البيوع، لا يجوز بيعان في بيع، ولا بيع ما لا يملك، ولا سلف وبيع، ولا شرطان في بيع)، والبيهقي في "سننه الكبير" (١٠/ ١٤٦) برقم: (٢٠٥٨٠) (كتاب الشهادات، باب الأمر بالإشهاد)، وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (٨/ ٣٦٦) برقم: (١٥٥٦٦) (كتاب الشهادات، باب شهادة خزيمة بن ثابت)، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (٤/ ٨٧) برقم: (٣٧٣٠) (باب الخاء، عمارة بن خزيمة بن ثابت عن أبيه). وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: (٩/ ٣٢٠): "رجاله كلهم ثقات".

<<  <   >  >>