للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القول الأول: يباح النظر للوجه فقط. والقائلون بذلك: ابن قدامة، ومجد الدين (١)، والمرداوي، وابن المُنَجَّى، والرحيباني، وابن بلبان، وهو اختيار ابن تيمية (٢).

القول الثاني: يباح النظر للوجه والكفين مع الحاجة لذلك. والقائلون بذلك: الحجاوي، والمرداوي، وابن مفلح، وابن القائد (٣)، والبعلي (٤) (٥) (٦).

القول الثالث: يباح له النظر إلى ما يظهر منها غالبًا، وبه قال ابن رزين (٧) (٨).

سبب الاختلاف: أن النظر في حال الشهادة يكون لمعرفة المشهود عليها، وضبط صفاتها بالنظر إليها، ولا يقع الخطأ على غيرها، فاختلفوا في مقدار النظر على ثلاثة أقوال كما بينا.

الأدلة:


(١) هو: مجد الدين ابن تيمية الحراني، أبو البركات، فقيه حنبلي، محدّث مفسر. وهو جد الإمام ابن تيمية، كان فرد زمانه في معرفة المذهب الحنبلي. وتفقَّه به على أبي بكر بن غنيمة، والفخر إسماعيل، وروى عنه: أبو محمد الدمياطي، ومحمد بن أحمد ابن القزاز، وغيرهما. من تصانيفه: "تفسير القرآن العظيم"، و"المنتقى في أحاديث الأحكام"، و"المحرر في الفقه"، توفي بحران سنة ٦٥٢ هـ. ينظر: ذيل طبقات الحنابلة (٤/ ٦)، تسهيل السابلة لمريد معرفة الحنابلة (٢/ ٨٣٥)، الأعلام، للزركلي (٤/ ٦)، تاريخ الإسلام (١٤/ ٧٢٨).
(٢) ينظر: المقنع (ص: ٣٠١)، الشرح الكبير على المقنع (٢٠/ ٤٣) الإنصاف (٢٠/ ٤٣)، الممتع في شرح المقنع (٣/ ٥٣٧)، المغني (٧/ ١٠١)، مختصر الإفادات في ربع العبادات والآداب وزيادات (ص: ٤٠٥)، عمدة الحازم في الزوائد على مختصر أبي القاسم (ص: ٤١٠)، مطالب أولي النهى (٥/ ١٤).
(٣) هو: عثمان بن أحمد بن سعيد النجدي الشهير بابن قائد: فقيه، أخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد بن ذهلان، ومحمد أبي المواهب، والشيخ محمد بن أحمد الخلوتي. من تصانيفه: "هداية الراغب في شرح عمدة الطالب"، و"حواش على منتهى الإرادات"، ورسالة في الرضاع، توفّي سنة ١٠٩٧ هـ. ينظر: السحب الوابلة (٢/ ٦٩٩)، تسهيل السابلة لمريد معرفة الحنابلة (٣/ ١٥٧٦)، الأعلام، للزركلي (٤/ ٢٠٢ - ٢٠٣).
(٤) هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد البعلي الخلوتي الحنبلي، فقيه فاضل، تفقه على يد أبي الفضائل عواد بن عبيد الله الكوري، وأبي المواهب بن عبد الباقي الحنبلي، والشيخ عبد القادر التغلبي، والشيخ محمد المواهبي، والشيخ عبد الغني النابلسي. من كتبه: "منار الإسعاد"، و"شرح الجامع الصغير"، و"بداية العابد وكفاية الزاهد"، و"النور الوامض في علم الفرائض"، توفي سنة ١١٩٢ هـ. ينظر: الأعلام، للزركلي (٣/ ٣١٤) تسهيل السابلة لمريد معرفة الحنابلة (٣/ ١٦٢٦ - ١٦٢٧).
(٥) ينظر: الإقناع (٣/ ١٥٨)، الفروع (٥/ ١٠٩)، كشاف القناع (٥/ ١٣)، الإنصاف (٢٠/ ٤٣)، حاشية ابن قائد على منتهى الإرادات (٤/ ٥٣)، كشف المخدرات (٢/ ٥٨٠).
(٦) وهذا ما نص عليه الإمام أحمد ، ينظر المراجع السابقة.
(٧) هو: عبد الرحمن بن رزين بن عبد العزيز بن نصر بن عبيد بن علي بن أبي الجيش الغساني الحواري، سمع بدمشق من: أبي العباس أحمد بن سلامة النجار، وببغداد من: أبي المظفر محمد بن المني، كان فقيهًا فاضلاً، وكان يصاحب ابن الجوزي ويلازمه، ثم ذهب إلى بغداد لأجل رفع حسابها إليه. وكان بها سنة ست وخمسين، فقتل شهيدًا بسيف التتار. ينظر: تاريخ الإسلام (٤٨/ ٢٦٣)، ذيل طبقات الحنابلة (٤/ ٣٩)، تسهيل السابلة لمريد معرفة الحنابلة (٢/ ٨٤٠).
(٨) ينظر: الفروع (٥/ ١٠٩)، الإنصاف (٢٠/ ٤٣).

<<  <   >  >>