للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يمكن أن يناقش:

• قول النبي : (وأتزوج النساء) فمن معنى النكاح الوطء، وهو لا يكون من العنين.

• أن الرهط الذين أتوا النبي لم يكن منهم عنين أو لا شهوة له.

٣ - وعن سعد بن أبي وقاص قال: «رد رسول الله على عثمان بن مظعون (١) التبتل (٢)، ولو أذن له لاختصينا» (٣).

وجه الاستدلال: رد النبي التبتل، وهو الانقطاع عن النكاح وما يتبعه من الملاذ إلى العبادة (٤)، فالنبي لم يأذن لعثمان بن مظعون الانقطاع عن النكاح إلى نوافل العبادات، ولو كانت النوافل أفضل لأذن له النبي بذلك.

يمكن أن يناقش:

• قول عثمان بن مظعون (لاختصينا) أن الخصاء لا يكون إلا لذي شهوة، فكيف يوجه لمسألة من لا شهوة لديه.

ثالثًا: من الأثر:

وعن أنس بن مالك قال: «كان رسول الله يأمر بالباءة، وينهى عن التبتل نهيًا شديدًا، ويقول: تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر الأنبياء يوم القيامة» (٥).

وجه الاستدلال: الأمر بالنكاح والنهي عن التبتل دلالة على أن النكاح أفضل من نوافل العبادات.

يمكن أن يناقش:


(١) هو: عثمان بن مظعون القرشي، أبو السائب، قال ابن إسحاق: "أسلم بعد ثلاثة عشر رجلاً، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرًا"، ولما غُسل وكُفِنَ قَبَّلَ رسول الله بين عينيه، فلما دُفِن قال: (نعم السلف هو لنا: عثمان بن مظعون)، وأول من مات بالمدينة من المهاجرين، وأول من دفن فيها منهم، مات سنة ٢ هـ. ينظر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب (٣/ ١٠٥٣)، والإصابة في تمييز الصحابة (٤/ ٣٨١).
(٢) التبتل: هو: الانقطاع عن النساء وترك النكاح، وامرأة بتول منقطعة عن الرجال لا شهوة لها فيهم. النهاية في غريب الحديث والأثر (١/ ٩٤)، مادة (بتل).
(٣) أخرجه البخاري في "صحيحه" (٧/ ٤) برقم: (٥٠٧٣)، (كتاب النكاح، باب ما يكره من التبتل والخصاء)، ومسلم في "صحيحه" (٢/ ١٠٢٠) رقم (١٤٠٢). (كتاب النكاح، باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه، ووجد مؤنة، واشتغال من عجز عن المؤن بالصوم).
(٤) كشف اللثام (٥/ ٢٦١).
(٥) أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (٩/ ٣٣٨) برقم: (٤٠٢٨)، (كتاب النكاح، ذكر العلة التي من أجلها نهى عن التبتل)، وسعيد بن منصور في "سننه" (٦/ ١٦٤) برقم: (٤٩٠)، (كتاب النكاح، باب الترغيب في النكاح)، والبيهقي في "سننه الكبير" (٧/ ٨١) برقم: (١٣٦٠٦)، (كتاب النكاح، باب استحباب التزوج بالودود الولود)، وأحمد في "مسنده" (٥/ ٢٦٦٧) برقم: (١٢٨٠٨)، (مسند أنس بن مالك ، والطبراني في "الأوسط" (٥/ ٢٠٧) برقم: (٥٠٩٩)، (باب الميم، محمد بن العباس المؤدب)، وقال الألباني في الإرواء (٦/ ١٩٥): صحيح لغيره.

<<  <   >  >>