للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القاعدة الأصولية: حكم كلي تُبنَى عليه الفروع الفقهية، مصوغة صياغة عامة ومجردة ومحكمة (١)، فيخرج من ذلك: كل حكم جزئي وكل قاعدة غير أصولية كالنحوية والفقهية والبلاغية، وما ليس فيها صياغة عامة.

التي بُني عليه وجه الحكم: ويقصد به القاعدة الأصولية التي بُني عليها أحكام الفروع الفقهية. فيخرج من ذلك كل حكم لا تتضمنه القاعدة.

أما تخريج الأصول من الفروع فقد عرفه الدكتور يعقوب الباحسين: بأنه العلم الذي يكشف عن أصول وقواعد الأئمة من خلال فروعهم الفقهية وتعليلاتهم للأحكام (٢). فيخرج من ذلك الأصول المصرح بها من قبل الأئمة أنفسهم، لأنها لا تعد أصولاً مخرجة، وإنما هي من المنصوص عليه من قبلهم (٣).

وعرّفه الدكتور عبد الوهاب بقوله: "هو العمد إلى فرع فقهي لاستنباط القاعدة الأصولية التي استخدمها الناطق بالفرع مع الدليل التفصيلي حتى نطق بالفرع"، وبيَّن المعنى المراد بالناطق للفرع بقوله: "ليشمل التعرف على أصل من خلال الأحكام التي نطق بها النبي اجتهادًا أو الصحابة أو أئمة المذاهب أو أصحاب الأئمة في المسائل الفرعية" (٤).

ويمكن القول: إن د. يعقوب و د. عبد الوهاب اجتهدا في تقريب المعنى من خلال تعاريفهم لتخريج الأصول من الفروع، ولي في ذلك نظر:

أولاً: أن إخراج الأصول المصرح بها من قبل الأئمة لا يستقيم، فهم استخرجوها واستنبطوها من الأدلة، ومجتهدو المذهب يتبعون إمامهم في طريقته وفهمه، ومن ثم يستنبطون القاعدة من الفروع المتشابهة ذات الحكم والعلة الواحدة في الغالب.

ثانيًا: أن إدخال ما استنبطه أصحاب الأئمة أنه تخريج محض لا يستقيم، لأن لأصحاب المذهب أوجهًا في الحكم، وقد يكون مذهبًا مستقلاً نحا نحوه الأصحاب، وما توصلوا إليه من قواعد، من خلال تنظيم وترتيب الفروع الفقهية ومعرفة مآخذها، وبنوا من خلالها القاعدة الأصولية، هو البناء حقيقة، والله أعلم.

و قد قال ابن اللحام (٥) : "مذهب الإنسان ما قاله، أو ما جرى مجراه من تنبيه أو غيره" (٦).


(١) ينظر: القواعد الأصولية عند الإمام الشاطبي (ص: ٥٥).
(٢) التخريج عند الفقهاء والأصوليين (ص: ١٩).
(٣) المصدر السابق (ص: ٢٠).
(٤) تخريج الأصول من الفروع دراسة تأصيلية (ص: ٣٦).
(٥) تخريج الأصول من الفروع دراسة تأصيلية (ص: ٣٦).
(٦) المختصر في أصول الفقه (ص: ١٦٦).

<<  <   >  >>