سَمِعْتُ جَعْفَر بن مُحَمَّدٍ الطبسِي (١) يَقُوْلُ:
كُنَّا بِبَغْدَادَ، وَمَعَنَا عَبْد اللهِ مستملِي صَالِح جَزَرَة، فَقِيْلَ لأَبِي مُسْلِمٍ الكَجِّيّ: هَذَا مستملِي صَالِح.
قَالَ: وَمن صَالِح؟
فَقِيْلَ: صَالِح الجَزَرِيّ.
قَالَ: وَيْحَكم، مَا أَهونَه عندكُم! أَلاَ تَقُوْلُ: سَيِّد المُسْلِمِيْنَ، وَكُنَّا فِي أُخريَات النَّاس فَقَدمنَا.
فَقَالَ: كَيْفَ أَخِي وَكبيرِي؟ مَا تريدُوْنَ؟
فَقُلْنَا: أَحَادِيْث مُحَمَّد بن عَرْعَرَةَ، وَحكَايَات الأَصْمَعِيّ:
فَأَملَى عَلَيْنَا عَنْ ظهر قلب، وَكَانَ ضَرِيْراً مَخْضُوب اللِّحْيَة.
عَنْ فَاروق الخطَابِي، قَالَ: لَمَّا فرغنَا مِن السُّنَن عَلَى الكَجِّيّ، عَمل لَنَا مأَدُبَة، أَنفق عَلَيْهَا أَلف دِيْنَار، وَقَدْ مدح الكَجِّيّ أَبُو عبَادَة البحترِي (٢) ، فَأَجَازَهُ بِمَالٍ.
وَقِيْلَ: إِنَّهُ لَمَّا حَدَّثَ، تصدَّق بِعَشْرَةِ آلاَف دِرْهَم شكراً للهِ.
مَاتَ بِبَغْدَادَ فِي سَابع المُحَرَّم سَنَة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ، فَنُقِل إِلَى البَصْرَة، وَدُفِنَ بِهَا، وَقَدْ قَارب المئَة -رَحِمَهُ اللهُ-.
٢١٠ - بَكْرُ بنُ سَهْل الهَاشِمِيُّ مَوْلاَهُم *
ابْن إِسْمَاعِيْل بن نَافِعٍ الإِمَام، المُحَدِّث، أَبُو مُحَمَّدٍ الهَاشِمِيّ مَوْلاَهُمُ، الدِّمْيَاطي، المفسِّر، المُقْرِئ.
(١) الطبسي، بفتح الطاء والباء: نسبة إلى طبس: مدينة بين نيسابور وأصبهان وكرمان (اللباب) . وانظر: " المشتبه ": ٤٢٠، و" التبصير ": ٨٧٥.
(٢) للبحتري غير قصيدة يمدح بها الكجي. انظر ديوانه (ط. دار المعارف بمصر) : ١ / ٤٥٧ - ٤٥٩، ٥١٤ - ٥١٥، ٥٦١ - ٥٦٢، و: ٣ / ١٥٣٩ - ١٥٤٠.
(*) تاريخ ابن عساكر: خ: ٣ / ٣٠٩ ب - ٣١٠ أ، ميزان الاعتدال: ١ / ٣٤٥ - ٣٤٦، عبر المؤلف: ٨٣٢، طبقات القراء لابن الجزري: ١ / ١٧٨، لسان الميزان: ٢ / ٥١ - ٥٢، طبقات المفسرين: ١ / ١١٧ - ١١٨، شذرات الذهب ٢ / ٢٠١، تهذيب بدران: ٣ / ٢٨٨ - ٢٨٩.